مواضيع

نحو التغريب والتهويد

     للأسف أن نجد دولةً تدعي الإسلام وهي ترفض أحكام الإسلام في أحوال الأسرة، لتستبدلها بأحكام الأسرة الغربية أو بالرجوع إلى القوانين البشرية، ورفض قوانين الوحي والنبوة والكتاب والسنة.

     نعم، وكأنهم لم يُسلموا وإنما استسلموا. فلما وجدوا لهم أعواناً أعلنوا الكفر والعناد، فكيف يرفض إسلام نبينا محمد (ص)، ومذهب الإمام جعفر الصادق (ع)، لتأتي العقول الواهية والنفوس النتنة لتُشرّع وتقنّن الأحكام الأسرية، فتفسد أهم لبنة من لبنات المجتمع.

     وهكذا، وفي الملأ مجتمعين جهاراً: يُعلنوا رفض الإسلام في قانونٍ، لتأتي النوبة لبقية القوانين الإسلامية لتُستبدل بقوانين إلحادية، فلا يعبد الله في أرضه بعد أن شاركوه في تشريعاته.

     إنّ المشروع هو “علمنة الدولة” وسلبها إسلامها ودينها، وتجريدها من عقائدها وأخلاقها لتصبح هذه الأمة المسلمة عافرةً جاحدة، مطيعة للغرب وطغاته، عاصية لله وأنبيائه (ع). فالأنظمة الديكتاتورية التي كانت وما زالت تؤَمِّن مصالح الغرب المستعمر؛ هي الآن في زوال، فالعروس تسقط واحدةً بعد أخرى، وهل يقف أسيادهم متفرجين وهم يرون مصالحهم – ومن يؤمنها لهم – تذهب؟ كلا، فهم قد وضعوا الخطة وأعدّوا العدّة؛ فبعد “الاستعمار” جيء بـ “الأنظمة الديكتاتورية”.

     إن “الاستكبار العالمي” يستشعر الخطر قبل وقوعه بمئات السنين، واليوم يحسُّ بالخطر مضاعفاً، خصوصاً بعد قيام الثورة الإسلامية والتي انتجت هذه الدولة المباركة التي أصبحت شوكة في عيونهم وشبحاً يرعبهم في منامهم ويقوّض أطماعهم. فـ “الاستكبار العالمي” يعمل ليلاً ونهاراً وعلى كل الأصعدة: العسكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية.. وما أطروحة ” قانون الأحوال الشخصية” إلا من أجل ألا تفكر الشعوب بإقامة “الحكومة الإسلامية” والالتهاء بالتفكير بإقامة الأنظمة الديمقراطية التي تتكفل بإيجاد الحرية والتعددية وما شابه.

     وفي الختام إنه لا يمكن الاستعانة بـ “قانون الأحوال الشخصية” ولا يجوز السكوت عليه؛ فقد حاربوا الله تعالى في بلاد الإسلام ممّن يدّعون الإسلام، وهؤلاء وقوانينهم؛ لابد من مجابهتها ومقارعتها حتى آخر قطرة من الدماء، فالدين أعزّ ما لدينا، ومتى ما تعرّض للخطر – كما هو الآن – فهناك من أبناء الأمة الإسلامية: منْ لا يطيب لهم الرقاد ولا يهنأ لهم الطعام ولا يسوغون الشراب، حتى يُغِرٌّوا هذا الدين ويحاربوا من حاربه فإما نصرٌ مؤزر وأما شهادة ترضي الله تعالى.

المصدر
كتاب الإبادة الثقافية في البحرين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟