الخليفيون والمشروع الطائفي والتجنيس
وفي سياق آخر، أضاف البيان بأنّ “السعودية دخلت على خط القاعدة” بغرض إشعال المشروع الطائفي، مؤكدا أن النظام الخليفي استحسن هذه الفكر، وارتبط بالمشروع الطائفي منذ البدء. ونقل البيان أن وزير ديوان (الملك) حمد عيسى الخليفة معروف بطائفيته منذ 20 عاما، “وكتب قصائده التي يمكن اعتبارها بلغة اليوم ترويجا للإرهاب وتهديدا به”، وقال بيان الحركة بأنه منذ تعيين هذا الوزير “دخلت البحرين مرحلة طائفية غير مسبوقة”، وذلك بهدف “تفكيك الوحدة الوطنية”.
واعتبرت الحركة أن التجنيس السياسي تجسيد لمشروع آل خليفة في “استقدام شعب أجنبي ليحل محل السكان الأصليين، الشيعة والسنة”. ويسلط البيان على مرحلة ما بعد انطلاق الثورة البحرانية، حيث استقدم الخليفيون “قوات الاحتلال السعودية أولا، ثم تحالفوا مع أشد الاتجاهات السنية تطرفا”، وهو ما هيأ الأرضية لارتفاع رايات “داعش” في البلاد، في محاولة لاستدراج المواطنين السنة “لمشروع طائفي متطرف لا يفيدهم في شيء”.
وقال البيان بأنّ الترويج لتنظيم داعش يعني استبدال للمجموعات الإسلامية التي استعان بها النظام الخليفي سابقا، وما يفترض على رموز التيار الديني السني في البحرين، بحسب البيان، الوعي بأن تحالف الحاكم الخليفي مع التيار الداعشي هو “تهديد خطير” لوجودهم، ما يدعوهم لتقوية العلاقات مع بقية المواطنين، والانعزال عن النظام الخليفي، وتأمّلت الحركة أن تكون ذكرى الاستقلال وحلّ المجلس الوطني في 25 أغسطس “فرصة لعلماء المواطنين السنة ومفكريهم لإعادة النظر في الوضع البحراني، والانحياز للثورة التي بقيت وحدها، من بين الثورات العربية، نقية صافية متواصلة وصادقة مع نفسها وجماهيرها”.
- نبيل رجب: الإنجاب ضروري للحفاظ على نسيج البلاد
أعرب نبيل رجب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان عن تأييده للدعوة التي أطلقها الشيخ علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق والتي دعا عبرها البحرانيين الى زيادة الإنجاب لمواجهة مشروع آل خليفة لتغيير التركيبة الديمغرافية للبلاد، عبر عمليات التجنيس السياسي لعشرات الآلاف من الأجانب من آسيويين وغيرهم.
وقال رجب في تغريدة له على حسابه في تويتر إن “دعوة الإنجاب التي أطلقها الشيخ على سلمان ستكون شاذة لو كانت الأوضاع طبيعية، لكن نكبة التجنيس جعلت منها ضرورية للحفاظ على نسيج البلاد وكيانه”. ويذكر أن سلطات آل خليفة وضعت مخططا لتحويل البحرانيين إلى أقلية في بلادهم، وهو المخطط الذي كشف عنه صلاح البندر مستشار الديوان الملكي السابق في تقريره الشهير.
وكان الشيخ علي سلمان حذر من مخاطر التجنيس على هوية البلاد ونسيجها الإجتماعي داعيا إلى إحباط مخططات السلطة في هذا الصدد وذلك عبر زيادة الإنجاب، وهي الدعوة التي لاقت ردود فعل متفاوتة بين المواطنين البحرايين. فالبعض اعتبرها دعوة غير واقعية بسبب الظروف المعيشية السيئة التي يمر بها المواطنون بسبب استئثار عائلة آل خليفة والمجنسين بموارد البلاد وإمكانياتها ومع تفاقم أزمة السكن في البلاد. فيما اعتبر البعض الآخر أن هذه الدعوة تشجع على تعدد الزوجات.
- صلاح البندر: لا حلول سياسية في البحرين و”ولي العهد” سيحول البحرانيين إلى أقلية بحلول 2030
قال الدكتور صلاح البندر خلال كلمة ألقاها بتاريخ 22 فبراير 2014 في العاصمة البريطانية لندن بحضور حشد من الجالية البحرانية؛ أن كل من يراهن على إصلاح النظام الحاكم في البحرين “يعيش في وهم”، مؤكدا أن سلمان حمد الخليفة ولي عهد حاكم البحرين هو المؤسس لمشروع أسماه بـ”مخطط البحرين الهيكلي”. وبحسب البندر، فإن هذا المخطط “السيادي” يهدف إلى تقليص نسبة البحرانيين إلى 30% بحلول عام 2030.
وأشار البندر بأن انعكاس الوضع الاقليمي على الأزمة في البحرين هو مجرد “وهم”، مشددا على عدم امكانية الوصول إلى حل سياسي عن طريق “الحوار”، وأن كل ما هو مطروح اليوم هو عملية “خداع سياسي”، معللا ذلك بأن مرحلة “التخطيط” قد تمت وأن المشروع دخل مرحلة التنفيذ.
وأبدى البندر أسفه العميق لعدم إعطاء المعارضة السياسية في البحرين الأهمية الكافية لملف التجنيس، معربا تمنيه أن يكون هذا الملف هو البند الأول في “وثيقة المنامة” التي حددت سقف مطالب المعارضة السياسية، مستدركا “مع احترامي للجمعيات ووثيقة المنامة إلا أن بنودها ستبقى في الادمغة ولن ينفذ النظام حرف منها. أطلبوا ما شئتم وسيفعل حمد ما يشاء”.
وكشف البندر أنه قام بتسليم التقرير الى أحد الصحفيين، الذي قام بدوره بتسليمه إلى القيادات السياسية في المعارضة، مشيرا إلى أن المعارضة تكتمت على التقرير لمدة شهر كامل بسبب انشغالها بالحملات الانتخابية في ذلك الوقت، فتم تسليم التقرير للحقوقي نبيل رجب، الذي قام بنشره في غضون 24 ساعة.
واقترح الدكتور صلاح تشكيل لجنة دولية خاصة للنظر في هذه قضية التجنيس، لافتا إلى أن هناك ديناميكية واضحة لإخفاء مظاهر التشيع في البحرين. كما فنّد مزاعم وجود ما يعرف بـ”جناح الحمائم” و “جناح الصقور”، مؤكدا أن رموز النظام يلعبون أدوارا مختلفة ولكنها متكاملة. وأشار إلى علاقته الشخصية بولي عهد النظام حين كان يقدم الماجستير في جامعة (كيمبرج) بالقول “أعرفه شخصيا، والحديث عن جناحه المعتدل وهم”.
البندر أكد أنه تم بالفعل تجنيس (٣٦٠ ألف) شخص من أصل (٩٣ ألف) أسرة، قوام كل أسرة من (٣ الي ٧ افراد)، موضحا أنه حسب المخطط الهيكلي سيكون سكان البحرين (٢ مليون) ونسبة الشيعة لن تتجاوز (٣٠٪) بحلول عام٢٠٣٠.
وكشف البندر خلال كلمته التي استغرقت أكثر من ساعة عن المخطط “الهيكلي لمستقبل البحرين” والذي وصفه بـالمخطط “السيادي” الذي لا يعرفه إلا الديوان الملكي، مؤكدا أن هذا المخطط سيحول مناطق البحرين المختلفة إلى “مستوطنات”.
كما كشف أن ولي عهد حاكم البحرين سلمان حمد الخليفة والذي تراهن عليه القوى السياسية في التوصل إلى حل “للأزمة” هو الذي يشرف على هذا المخطط شخصيا، وأن الشركة التي أعدت المخطط هي نفسها الشركة الصهيونية التي قامت بناء مطار “بن غوريون” في “تل أبيب” وشاركت في هندسة المستوطنات في الضفة الغربية.
واقترح الدكتور البندر إنشاء لجنة للتعرف على هذا “المخطط الهيكلي السري السيادي” وأن يضاف هذا الطلب إلى وثيقة المنامة، معللا ذلك بوجود مجلدات ضخمة موجود في الديوان الملكي تحوي تفاصيل “مؤامرة كبرى على شعب البحرين الاصلي” وأن “آل خليفة سيحولون البحرين الى مستوطنات مثل تلك التي أنشأتها (إسرائيل) في الضفة”.
ودعا البندر المعارضة البحرانية الى التظاهر أمام بلدية لندن، وحث المعارضة على الاستعداد لتنظيم برامج وفعاليات في التاسع من أغسطس القادم، الذي يصادف اليوم العالمي للسكان الأصليين، وطرح ملف التجنيس بقوة في هذا اليوم. وقال أن هذا اليوم مناسب لأن يتحد شعب البحرين سنة وشيعة كسكان أصليين لمناهضة التجنيس.
وفي سؤال وجه له لو أنه كان قياديا في المعارضة البحرانية ماذا كان سيفعل، أجاب البندر بأنه “سيحمل الكلاشنكوف”.