مواضيع

الإجابة على أسئلة منتديات العترة الطاهرة

الموضوع: الإجابة على أسئلة منتديات العترة الطاهرة

التاريخ: 27 / محرم / 1425 هـ

الموافق: 18 / مارس / 2004 م

السؤال ( 1 ): كيف نخلق الروح الحسينية من منابرنا ؟

الجواب ( 1 ): أن نتعرف من خلالها أولاً : على الشأن العظيم ، والمنزلة الرفيعة للإمام عند الله جل جلاله .. وقربه القريب منه ، وما يفرضه علينا الاعتقاد بالإمامة من الطاعة

والأتباع والتسليم للإمام فيما يأمر به وينهى عنه .. ووجوب الإقتداء به والتخلق بأخلاقه ، وان ذلك هو الطريق إلى مرضاة الله جل جلاله .. ودخول الجنة ، وأن نتعرف ثانياً : على أنه لا قيمة للأحياء الذكرى والزيارة ، إلا بسيرنا الفعلي على منهج الإمام وطريقه في الحياة : الفكري والعقائدي والفقهي والروحي والأخلاقي ، وبالاقتراب منه والإقتداء به والتخلق بأخلاقه ، فإذا نحن فعلنا ذلك وعملنا به ، تحل فينا روح الإمام الحسين عليه السلام ، ونكون أبناءً روحانيين بررة له ، ونحمل بعض صفاته العالية في المعرفة والطاعة والعبادة والأخلاق .. ومنها الشجاعة والإخلاص والتضحية في سبيل الله تعالى ، وتتكامل بذلك إنسانيتنا ، ونقترب من الله الجليل الأعلى ، ونحصل على الدرجات العالية القريبة من الله ذي الجلال والإكرام في الجنة ، وبهذا تخلق الروح الحسينية العظيمة فينا وفي المجتمع .

السؤال ( 2 ): المجالس الحسينية النسائية كيف يجب أن تكون ؟

الجواب ( 2 ): لا ينبغي أن يكون ثمة فرق بين المجالس الحسينية النسائية والمجالس الحسينية الرجالية ، إلا بتسليط الأضواء على المسائل والموضوعات التي تخص المرأة في المجالس النسائية ، وغير ذلك ينبغي أن تكون مشابهة للمجالس الحسينية الرجالية من حيث المستوى وتنوع الموضوعات وشمولها لجميع جوانب الحياة .. وغيره ، لأن المرأة لا تختلف عن الرجل في التكليف الشرعي العام .. وحاجتها للوعي ، ومع وجود بعض النواقص الكبيرة والمهمة في المجالس النسائية ، فإنه ينبغي على النساء الحضور إلى مجالس الرجال .

وفي تقديري: ينبغي أن تجمع المجالس الحسينية بين الرجال والنساء ، وذلك لحاجتنا إلى الثقافة الإسلامية الموحدة المتنوعة والعالية ، ولا يجوز أن تتخلف ثقافة النساء عن ثقافة الرجال .. وتختلف عنها ، أو أن يكون بين النساء والرجال حجاب في المعرفة ، ولهذا ينبغي إعداد المآتم بحيث تكون مهيأة لاستقبال الرجال والنساء في وقت واحد ، كأن تكون مؤلفة من صالتين ، أو من صالة واحدة كبيرة مؤلفة من قسمين بينهما فاصل .. أو أي تشكيلة أخرى مناسبة شرعاً وموضوعاً ، ثم تكون للنساء مآتمهن الخاصة لتلبية حاجاتهن وتنمية المواهب والقدرات النسائية.

وفي تقديري أيضاً: أن ما نلاحظه من جلوس الرجال في الصالات المهيأة ، وجلوس النساء في الشوارع المفتوحة تحت أشعة الشمس وفي الحر والبرد والمطر .. وتحت أعين المارة ، فيه إهانة لكرامة المرأة ، وإجحاف بحقها ، وهو خلاف الأخلاق والآداب الإسلامية والحمية والغيرة الشرعية ، ويجب أن تنتهي هذه الوضعية المشينة ، وأن بقاءها عيب على الرجال وأحد مظاهر التخلف في المجتمع والظلم للمرأة فيه .

السؤال ( 3 ): كربلاء قدمت للإنسان العزة ورفض الذل .. والمقاومة . كيف يكون ذلك في حياتنا ؟

الجواب ( 3 ): لقد سبق في الإجابة على السؤال الأول ، بأنه يجب علينا الإقتداء بالإمام عليه السلام والتخلق بأخلاقه .. وأنه لا قيمة للإحياء إلا بذلك ، وأن ذلك هو الطريق للحصول على مرضاة الله جل جلاله .. ودخول الجنة ، ويشمل ذلك الإقتداء به في رفض الذل والصغار ومقاومة الظلم والاستبداد ، أي الإقتداء به في الإخلاص والشجاعة والجهاد والتضحية في سبيل الله جل جلاله والدفاع عن الحقوق والمكتسبات وتقدم الإنسانية وسعادتها . هذا بالإضافة إلى أن الإنسان بفطرته السليمة يرفض الذل والهوان ويقاوم الظلم والاستبداد ، ولا يقبل بالذل والهوان والظلم والاستبداد إلا كل منحرف عن الدين والعقل والفطرة .

السؤال ( 4 ): أثار وقوف النساء لمشاهدة المواكب ( المسيرات ) العزائية آثاراً سلبية. هل من كلمة توجهها للفتيات اللواتي يخرجن في الشوارع لمشاهدة المواكب ؟

الجواب ( 4 ): في البداية ينبغي التنبيه إلى أن الإصرار على المخالفات الشرعية ، يجعل صاحبه في معسكر أعداء الدين وقتلة الإمام الحسين عليه السلام ، وأن ذلك مخالف لإرادة الله جل جلاله ومبتغى المؤمنين .. وفي غاية القبح والشناعة ، ويصبح الأمر أكثر قبحاً وشناعة حينما تكون المخالفات الشرعية مصاحبة للشعائر الدينية .. مثل الحج والشعائر الحسينية ، وأنه لمن القبح الشنيع والفظيع جداً أن تكون المخالفات الشرعية مصاحبة للشعائر الحسينية ، ذلك لأن الإمام الحسين عليه السلام ، إنما قتل تلك القتلة الشنيعة هو وأهل بيته والخيرة من أصحابه من أجل إنقاذ الحكم الشرعي ودفع الظلم عن الناس ، وهذا هو الأساس في إحياء الذكرى وإقامة الشعائر وتخليدها لهذا الإمام المعصوم العظيم عليه السلام ، فمن يمارس المخالفات الشرعية في الشعائر الحسينية .. ويصر عليها ، فهو كمن شارك في رمي السهم الذي أصاب قلب الإمام الحسين عليه السلام وقضى على حياته ، فمن تسره هذه المشاركة ، فهنيئاً له الحقارة والدناءة ، وليبشر بالعذاب العظيم يوم القيامة .

وبشأن الموضوع فإن أنصح بالتالي :

أولا: إتاحة فرصة المشاركة للنساء في المواكب العزائية على قدم المساواة مع الرجال ، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تفرضها الحالة الشرعية ، ولا حاجة لتقسيم المجتمع الإسلامي إلى عالمين متباينين .. هما : عالم الرجال وعالم النساء ، وقد أدي هذا التقسيم الغريب إلى عرقلة مسيرة المجتمعات الإسلامية وإعاقة تطورها ، ولا بد من وضع حد لإنهاء هذا التقسيم .

ثانياً: تنظيم تواجد النساء غير الراغبات في المشاركة والرغبات في المشاهدة بصورة صرامة ، بحيث لا يسمح ببروز أي وضع مصاحب لممارسة الشعائر فيه مخالف للحالة الشرعية التي ضحى الإمام الحسين عليه السلام من اجلها ، فيكون بروزها ناقض للغاية من إحياء الشعائر وتخليد الذكرى ، وهو خلاف عمل العقلاء .

ثالثاً: إنزال فرق عمل كبيرة من النساء المؤمنات من أجل المساهمة في تنظيم تواجد النساء، ونشر الوعي الإسلامي والرسالي، وممارسة فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بينهن .

رابعاً: التخطيط لاستثمار المناسبة في نشر الوعي الإسلامي بين الفتيات والفتيان غير الملتزمين، بأساليب حضارية ووسائل متنوعة مناسبة ، تعبر عن المحبة والرحمة والشعور بالمسؤولية التي يفرضها الإسلام العظيم اتجاه كافة الناس ، وهذا الدور من أفضل العبادات وأفضل الأعمال في هذا الموسم ألعبادي المعظم .

المصدر
كتاب إضاءات على درب سيد الشهداء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟