مواضيع

واجبات الشعوب

وهنا أريد أن أبين عدة واجبات يجب أن تلفت إليها الشعوب :-

الواجب الأول :-

رفض المشروع الصهيوني .. يجب أن نخلق اليأس في نفوس الصهاينة وفي نفوس الأمريكان وفي نفوس الغربيين من أن يكون للصهاينة وجود في منطقتنا، أو أن يمرر المشروع الصهيوني على الدول العربية والإسلامية، ينبغي أن نحشد كل الطاقات .. نحشد العقول والنفوس لعدم قبول تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وأول مسألة هو واجب طرد الكيان الصهيوني من أفكارنا وقلوبنا لكي يخرج من على أرضنا .. إذا كانت في نفوسنا قبول للمشروع الصهيوني والوجود الصهيوني فسوف يكون للكيان الصهيوني وجود على الأرض، أما إذا أخرجنا الكيان الصهيوني من عقولنا وقلوبنا فسوف يخرج الكيان الصهيوني من أرضنا، فالواجب الأول أن نخرج الكيان الصهيوني والمشروع الصهيوني الأمريكي الغربي من عقولنا وقلوبنا، وقد لفت انتباهي ويا للأسف وأنا أقرأ بعض الجرائد حديث عن السلام وعملية السلام، وأنا أسأل إلى أين وصلت هذه العقول .. بعد كل ما يجري في فلسطين نجد من يتحدث عن السلام، وهذا دليل على أن هذا المشروع لازال عميقا في نفوس وأفكار البعض، وهذا نموذج للعقلية التي تدير الصراع والتي مكنت للكيان الصهيوني من النفوس والعقول .

الواجب الثاني :-

أن نتبنى خيار تحرير فلسطين كل فلسطين .. كل التراب الفلسطيني بغير استثناء، لأن الحكم الشرعي يقول : بأن أي أرض إسلامية تحتل فواجب المسلمين تحرير هذه الأرض الأقرب فالأقرب، وليس لأحد الحق حتى الفلسطينيين أنفسهم أن يقبلوا بوجود الصهاينة على أرضهم، إذن فالخيار الإسلامي الوحيد هو تحرير كل أرض فلسطين ويجب على الحكومات أن تتبنى هذا الخيار وتدعمه، كما أنه خيار الانتفاضة لأن النسبة الكبرى من الانتفاضة تتبنى خيار تحرير كل فلسطين.

الواجب الثالث :-

تقديم الدعم المادي والمعنوي للانتفاضة، ليس من خلال الخطب والمهرجانات فقط، بل بإيجاد حالة عامة في كل البلاد الإسلامية داعمة للانتفاضة ورافضة للكيان الصهيوني ولمشروعه، والمسيرات هي إحدى الأشكال، والدعم المادي أحد الأشكال، ولكن يجب أن تكون حالة سياسية اجتماعية عامة لدعم الانتفاضة ومقاومة التطبيع ورفض الكيان والمشروع الصهيوني، ولا ينبغي أن تكون هذه في هذا اليوم فقط وهو يوم الغضب الفلسطيني بل يجب أن تكون مستمرة ومستديمة، لأنها قضية المسلمين الأولى، وكرامة المسلمين تتعلق بهذه القضية، ضمير المسلمين يتعلق بهذه القضية .. لن تكون للمسلمين كرامة .. ولن تكون لهم عزة .. ولن تكون لهم أخلاقية بالمعنى الدقيق ما لم يتوجهوا لتحرير فلسطين .

الواجب الرابع :-

السعي للتأثير الإيجابي على الأنظمة والحكومات لتتبنى خيار الانتفاضة والتحرير .. يجب معالجة هذا الانقسام في الإرادة بين الأنظمة والحكومات .. هذا أخطر انقسام، وأنا أخشى أن تكون قضية فلسطين نقطة تصادم بين الأنظمة والشعوب إذا بقيت الحكومات على الاتجاه وهذا العجز وهذا الضعف في الأداء وهذا الموقف المتخاذل مع ما تتحسسه الشعوب من الإهانة والغضب، والمطلوب من الأنظمة أن تغير مواقفها وتقترب من شعوبها وأن تتحد إرادتها مع إرادة شعوبها، بمعنى آخر يجب أن تكون هناك إصلاحات سياسية، وأن لا تكون الحكومات مشغولة بالدافع عن كراسي الحكم والشعوب مشغولة بالدفاع عن حقوقها أمام حكوماتها .. يجب أن تنتهي هذه الحالة وإلا فإن حالة العجز والضعف لن تتغير، وبهذه المناسبة أشيد بالمسيرة الشعبية وأؤكد على الإشادة بها حين يمكن أن تكون نموذجا للمحافظة على الوحدة الوطنية، ودعم قضايانا الإسلامية والوطنية والقومية المصيرية وغيرها من القضايا، وتوجد هناك سلبيات تتعلق بصورة خاصة بإدارة المسيرة والسلبيات، وأنا أشكر الكتاب الذي أكدوا على إيجابيات المسيرة، وعالجوا السلبيات بحكمة ومن خلال توجهات إيجابية لخدمة القضايا الوطنية ووحدة الصف الوطني ودعم القضايا المصيرية للأمة، وأرغب بصدق إلى تلك الأقلام التي عالجت السلبيات بتوجهات سلبية غير مسئولة أن تقتدي بالأقلام الأخرى التي أكدت على الإيجابيات وعالجت السلبيات بتوجهات إيجابية .. السلبيات والأخطاء توجد في العمل الوطني، ولكن ينبغي أن نعالج السلبيات بحكمة ومن خلال توجهات إيجابية تخدم المصالح الوطنية والقضايا المصيرية .

المصدر
كتاب القدس صرخة حق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى