مواضيع

يوم الغضب الفلسطيني

العنوان: وقفة قصيرة.

الوقت: ظهر الجمعة.

المكان: مسجد الشيخ خلف – قرية النويدرات.

التاريخ: 27 جمادى الأولى 1422هـ

الموافق: 2001/8/17 م

وقفة قصيرة ..

نقف وقفة قصيرة مع قضية المسلمين الأولى، وهي القضية الفلسطينية في يوم الغضب الفلسطيني الذي دعت إليه المنظمات الفلسطينية، وجدير بأن يكون يوم غضب إسلامي، ويوم غضب عربي، وليس مجرد يوم غضب فلسطيني، لأن فلسطين قضية المسلمين الأولى .. قضية كل المسلمين .. كلكم يعلم كما ذكرت في الحديث السابق ماذا يجري في فلسطين من القتل للنساء والرجال والأطفال والشيوخ والشباب، والاعتقالات العشوائية .. هدم المنازل .. تخريب المزارع .. الحصار الاقتصادي والعسكري .. اغتيال الرموز والقيادات الفلسطينية، وأيضا السعي لتهويد ما بقي من فلسطين، ولاحتلال بيت الشرق دلالته لأنه يمثل المقر الرسمي للسلطة الفلسطينية، وهو بذلك ضرب للسلطة الفلسطينية والإرادة الفلسطينية والوجود الفلسطيني، وهو دلالة كبيرة على موت عملية السلام التي تركض وتلهث وراءها الدول العربية .. ماذا وجدنا من ردة الفعل العربي ؟! وبصورة خاصة ما هي ردة فعل الأنظمة العربية ؟!!!، لا شيء غير التنديد والاستنكار والشجب .. وحتى هذه إذا تأملتم فقد قلت حدتها، فالشجب والاستنكار أصبح أقل حدة مما كان عليه في السابق، والسؤال !!! هذه ردة فعل الأنظمة العربية على احتلال بيت الشرق الذي يمثل رمز السلطة الفلسطينية وهو المقر الرسمي لها، فلو أن الصهاينة احتلوا بيت المقدس فهل ستختلف ردة فعل الأنظمة العربية عن ردة الفعل العربية ؟!!!، فرغم هذا الواقع المأساوي وضرب السيادة الفلسطينية لا توجد ردة فعل حقيقية للأنظمة العربية !!!، وأؤكد لكم أنه لم تم احتلال القدس فلن يختلف رد الفعل عما رأيتم وسمعتم !!!، لماذا ؟ لأن هناك حالة عجز حقيقي لدى الأنظمة العربية، ولهذا العجز أسباب كثيرة جدا :-

السبب الأول:-

التفكك بين الأنظمة العربية، وعدم الرشد في العلاقات الخارجية، وعدم الرشد في إدارة الصراعات والاختلافات بين الدول، ودلائل هذا التخبط في العلاقات الخارجية وإدارة الخلافات واضحة للكل .. ولدينا حرب الخليج الأولى والثانية نموذج بارز .. وموقف الدول العربية من تركيا وعلاقاتها مع إسرائيل وموقفها من إيران نموذج آخر على هذا التخبط، إضافة إلى موقف الأنظمة العربية من حزب الله وما يمثله من دور ريادي في المنطقة، وفي ذلك مؤشر لطبيعة العقلية التي تدير العلاقات الخارجية وتدبير الخلافات بين الدول العربية والإسلامية، وبسبب هذا التفكك، وبسبب عدم الرشد في إدارة الخلافات نتج هذا العجز العربي .

السبب الثاني:-

الانقسام في الإرادة بين الحكومات والشعوب .. الشعوب في واد والحكومات في واد آخر .. أسوء مصداق للتفرق الذي نهانا الله عنه ” ولا تفرقوا فتفشلوا ” هو الانقسام بين الحكومات والشعوب، والنتيجة هي التبعية، فكل مراقب لا يكاد يشعر بأن هناك إرادة عربية حرة مستقلة، وإنما كل الجهود والطاقات موجهة لحماية الأنظمة من الشعوب .. الأنظمة خائفة على كرسي الحكم وتحاول حماية هذا الكرسي من الشعوب .. فليس هناك مجرد انقسام في الإرادة وإنما الصراع فبدل أن تتحد الحكومات والشعوب وتكون لهما إرادة واحد نجد الصراع بينهما .. الحكومات تحاول أن تدافع عن نفسها من شعوبها والشعوب تدافع عن حقوقها المسلوبة من الحكام، ولهذا شيء طبيعي أن يكون العجز، وطبيعي أن يفشل أداء الحكومات والأنظمة العربية، وفي ذلك تخلف سياسي اقتصادي ثقافي شامل في منطقة لها تراث وتاريخ، ولديها ثروات لا مثيل لها في العالم، وطاقات بشرية لا حدود لها .. فلنحاول أن نضع أيدينا على الداء ونشخصه .. فحين نتعرف على موقف الشعوب وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني الذي يحاول أن يحمي المقدسات ويحمي قضيته عبر تضحياته التي ما زال يقدمها بالشهادة والاستشهاد – فليبارك الله لهم – نجد أن خيار الشعوب هو دعم الانتفاضة.

المصدر
كتاب القدس صرخة حق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟