مواضيع

القيم التي حققتها الانتفاضة المباركة

أيها الأحبة الأعزاء : إلا أنه رغم الصور المأساوية المفجعة في مشاهد الانتفاضة، فإن هذه الانتفاضة المباركة قد حققت قيم معنوية وسياسية وتاريخية كبيرة في تاريخ الفلسطينيين والأمة الإسلامية . 

ومن القيم التي حققتها الانتفاضة القيم التالية:-

القيمة الأولى :-

الانتفاضة المباركة تمثل نهضة الشعب الفلسطيني من أجل تثبيت خيار المقاومة في مقابل خيار المساومة والاستسلام، في الوقت الذي يسعى فيه الكيان الصهيوني وأمريكا وعملائهما في كل مكان، إلى زرع اليأس في قلوب المسلمين .. واستئصال مبدأ المقاومة والقبول بالأمر الواقع، ليفسحوا المجال لبقاء الكيان الصهيوني في فلسطين المغتصبة وتدخل القوى الكبرى في العالم الإسلامي، في مقابل حصولهم على مصالح مادية دنيئة .. ولأسباب أخرى سوف يأتي توضيح بعضها . 

أيها الأحبة الأعزاء: لقد تمكنت الانتفاضة الفلسطينية بكفاءة عالية، من إسقاط الواقعية السياسية المزيفة، التي يستند إليها المتحذلقون والمهزومون فكريا ونفسيا وروحيا .. من عملاء المشروع الأمريكي والتوجهات الغربية، لتبرير القبول بالأمر الواقع السيىء في الأوضاع الداخلية في الدول العربية والإسلامية، ولإدخال اليأس إلى قلوب الفلسطينيين والعرب والمسلمين من مسألة تحرير فلسطين العزيزة، ورفض تدخلات قوى الاسكتبار العالمي في العالمين : العربي والإسلامي .. ومقاومتها، رغم محاولة بعضهم إضفاء الصبغة الدينية على تلك التبريرات الشيطانية .. ولكن الله أعز وأجل من أن يغلب في دينه . 

نعم .. أيها الأحبة الأعزاء : لقد نجحت الانتفاضة المباركة في إحياء الأمل المتدفق في نفوس المسلمين والفلسطينيين خاصة : بإمكانية استرداد المسلمين لعافيتهم ومكانتهم، ومقارعة قوى الاستكبار العالمي، وتحرير فلسطين العزيزة والمسجد الأقصى الشريف من براثن الصهاينة، وتحقيق الأهداف العادلة للفلسطينيين والمسلمين في أرض المقدسات، وأثبتوا بتجربتهم الجهادية التضحوية : بأن الجرثومة الصهيونية والغدة السلطانية التي زرعها الاستكبار العالمي في قلب العالم الإسلامي .. ليست عصية على الاستئصال، وأن يوم نهايتهم ماثل في أذهان المجاهدين الأبطال .. بضمانة الله تعالى لهم : ( إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ) .. قريبا .. قريبا .

القيمة الثانية :-

تحريك الوجدان الشعبي والوعي الإسلامي في خط مواجهة التحديات التي تعيق حركة الأمة ونهضتها وللوقوف خلف الشعب الفلسطيني ومناصرته .

أيها الأحبة الأعزاء : من الواضح بجلاء كامل، أن الرأي العام الإسلامي منحاز بالكامل إلى صف خيار المقاومة ودعم حركات الجهاد الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني .. وأمريكا، ولم يشذ عن ذلك سوى المرجفين في الأرض من عملاء المشاريع الاستعمارية الأمريكية والتوجهات الغربية والشرقية، وقد أثبتت التجارب ومسيرات التضامن، بأن مشاعر الشعوب الإسلامية تجاه القضية الفلسطينية .. لا زالت حية متدفقة . والذي يجب أن نعلمه ونثق به : أن الأمة الإسلامية لا تعاني من ضعف حقيقي لا تملك معه الأمل في النهوض وقلب المعادلة لصالحها من جديد، فالأمة الإسلامية أمة عظيمة يفوق عدد أبنائها المليار نسمة، وهي تمتلك مقومات البقاء والتقدم والريادة التاريخية، وقد وعدها الله تعالى بالاستخلاف في الأرض، فسوف تنقلب المعادلة لصالحها مستقبلا .. لا محالة، ولكنها تعاني اليوم من ضعف نفسي ألحقته بها الحروب النفسية التي يشنها الأعداء عليها بقسوة منقطعة النظير، وبالتأثيرات التخريبية التي تقوم بها بعض الحركات العلمانية الموالية للمشروع الأمريكي والغربي، في ظل حكومات مستبدة ظالمة لا تؤمن بالمشروع الإسلامي ولا تدافع عنه، وإنما تحاربه من أجل مصالحها الخاصة، ولإرضاء أهوائها ونزواتها الشيطانية، ولإرضاء قوى الاستكبار العالمي .. والمطلوب منا كمسلمين : أن نتحرك في سبيل اكتشاف عناصر القوة لدينا وتنميتها وتحريكها وتفعيلها في ساحات الصراع والمواجهة، وان نفعل – على الأقل – كما فعله الأعداء الصهاينة الذين كانوا قلة منبوذين .. ولكنهم خططوا للمستقبل، ونجحوا من خلال التصميم والإرادة في تحريك كافة خيوط اللعبة الدولية سياسيا واقتصاديا وعسكريا وإعلاميا لصالحهم، حتى استطاعوا أن يلحقوا الهزيمة بنا وأن يقيموا وطنا لهم في أرض فلسطين العزيزة . 

أيها الحبة الأعزاء : لا يجوز للمسلمين أن يسمحوا للكيان الصهيوني بالاستمرار في احتلال أرض فلسطين، ولا أن يسمحوا للقوى العظمى بالتدخل في شؤون بلادهم، وإن الحل يبدأ بتعبئة الطاقات الشعبية في العالمين العربي والإسلامي، وإحياء مبدأ المقاومة الشعبية المنظمة، والاستعداد للتضحية والفداء من أجل استرداد المكانة التاريخية والعزة والكرامة المهدورة والدور الرسالي المعطل فيهما . 

إن المسلمين اليوم يفوقون المليار نسمة، وإذا هم أدوا الذي يجب عليهم تجاه المقاومة فإن الله العزيز الجبار سوف ينصرهم ويحميهم ويدافع عنهم، وهذا هو وعده الحق اليهم .. ولن يخلف الله تعالى وعده . 

ومن الملاحظ – أيها الأحبة الأعزاء : أن الحكومات العربية من أجل إرضاء أمريكا .. ولأسباب داخلية، تسعى لشل حركة الشعوب في مناصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، والمطلوب من الشعوب العربية والإسلامية : أن لا تخضع لإرادة حكامها .. غير المشروعة، وأن تستمر في تحمل مسؤولياتها الدينية والإنسانية، وأن تبقى فاعلة في الساحة مهما حاصرتها الحكومات العميلة، وأن تؤكد للكيان الصهيوني الغاصب، ولأمريكا المجرمة، وللحكومات العميلة .. التي تتحدى إرادة الشعوب، وتركن إلى أمريكا والكيان الصهيوني، تؤكد لهم جميعا : بأن قضية القدس هي قضية إسلامية رسالية حضارية .. وحق وطني للفلسطينيين، وأنها حية في والوعي والضمير والوجدان الإسلامي والفلسطيني، ولن يلفها النسيان أبدا ما بقي القرآن والإسلام . 

القيمة الثالثة :-

لقد نجحت الانتفاضة الفلسطينية في خلق توازن الرعب مع الكيان الصهيوني .. رغم تواضع إمكانياتها المادية والعسكرية، وذلك بفضل إيمان أبنائها الأشاوس الأبطال .. وتضحياتهم، فقد استطاعت الانتفاضة المباركة أن تجعل الصهاينة يعتقدون بأنهم ليسوا في منأ عن الموت بالدم الأحمر القاني الذي ينشرونه في كل مكان من أرض فلسطين العزيزة .

أيها الأحبة العزاء .. تأكدوا : بأنه بعد أن قضت انتفاضة الأقصى العام الرابع من عمرها المبارك .. ودخلت عامها الخامس، فإن مشروعها – وهو المقاومة – قد أصبح مشروعا مستقرا يمتلك قابلية البقاء، وسوف تبقى الانتفاضة – بإذن الله تعالى – ما بقي الكيان الصهيوني الغاصب، ولن يكون لأمريكا المجرمة .. ولربيبها : الكيان الصهيوني الغاصب، أمل يذكر في القضاء عليها .

المصدر
كتاب القدس صرخة حق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟