تنبيه على مشروع الشرق الأوسط الجديد

وفي الختام : أرغب في التنبيه إلى أن القائمين على مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد وحلفائهم من الدول والقوى والمؤسسات والرموز السياسية والدينية والإعلامية على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي في لبنان وفلسطين، سوف يسعون لوضع المقاومة في لبنان وفلسطين بين خيارين : القبول بالتسوية أو التصفية.
وها نحن نشهد اليوم المساعي الدولية الوقحة على الصعيد الفلسطيني ليس من أجل الحل العادل للقضية الفلسطينية والتقليل من معاناة الشعب الفلسطيني المظلوم، وإنما من أجل القضاء على المقاومة الفلسطينية الباسلة وفرض التسوية على الشعب الفلسطيني البطل لصالح الكيان الصهيوني الغاصب .. وعلى الصعيد اللبناني : نشهد المساعي من خلال القوات الدولية بالتعاون مع حلفاء المشروع الصهيو ـ أمريكي في الداخل، ليس لمنع العدوان الصهيوني على لبنان، وإنما لمحاصرة حزب الله ونزع سلاحه، وضرب القدرات الدفاعية لدى المقاومة الإسلامية في لبنان، ليبقى لبنان ساحة مفتوحة للعربدة الصهيونية، وتبقى الكلمة العليا فيه لأمريكا والكيان الصهيوني الغاصب، ثم جر لبنان الأبي والعزيز والشريف، نحو الحلف الصهيو ـ أمريكي ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد .
وسوف تشهدون أيها الأحبة الأعزاء في الأيام القادمة أوضاعا وأحداثا صعبة جدا وقذرة تفوق حدود التصور والمعقول، ليس في لبنان وفلسطين فحسب، وإنما في المنطقة بأكملها، من خلال ما يسمونه ” بالفوضى الخلاقة ” التي تعني : تفتيت الكيانات المستهدفة من خلال الفوضى، ثم فرض الشروط اللازمة للوصاية عليها بواسطة الأدوات السياسية، وفي مقدمتها مجلس الأمن الذي أصبح أداة بيد أمريكا وحلفائها المجرمين .. وسوف تشارك في اللعبة القذرة دولا وقوى ومؤسسات ورموزا وشخصيات دينية وسياسية وفنية وإعلامية وغيرها، على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، لجر الكيانات للحلف الصهيو ـ أمريكي، بهدف تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد والأجندة الأمريكية والغربية القذرة في المنطقة والعالم . وتعتبر تصريحات البابا الأخيرة عن الإسلام خطوة على هذا الطريق، وسوف نشهد مزيدا من التوتير الطائفي : الديني والمذهبي، والتوتير العرقي في المنطقة والعالم بأسره .
أيها الأحبة الأعزاء : انظروا إلى تجربة لبنان بعين فاحصة لتأخذوا منها الدروس والعبر في حياتكم الدينية والأخلاقية والسياسية .. فسوف تجدون : بأنه رغم الانتصار الذي حققه حزب الله المظفر، فإن أطرافا دولية وإقليمية ولبنانية : دينية وسياسية وغيرها، تحيك المؤامرات القذرة التي تخرج بجدارة عن حدود الذوق والمعقول، من أجل محاصرة المقاومة الإسلامية ونـزع سلاح حزب الله، وفرض الوصايـة على لبنان وجره للحلف الصهيو ـ أمريكي المجرم، معتمدين على التفسير الخاطئ المتعمد وبصلافة ملؤها الوقاحة للقرار : 1701 الصادر عن مجلس الأمن، والسعي لتطبيقه الفج على هذا الأساس، ضاربين بالقيم والمواثيق الدولية عرض الحائط، فالغاية تبرر الوسيلة، وكل شيء يهون لديهم في سبيل تحقيق أهدافهم الشيطانية وأجندتهم الخبيثة !!
والخلاصة : فإن المطلوب منا ـ كشعوب عربية وإسلامية ـ في ظل ذلك كله، هو الالتزام بالخيار الشعبي المتكامل البعيد عن الطائفية، والتمسك بالإصلاح الوطني الشامل بجدية وصدق، ومقاومة الحلف الصهيو ـ أمريكي الجديد الذي بدأت بوادره في المنطقة بالظهور بحس إسلامي وقومي ووطني عميق وصادق، وأن نعرف بدقة متناهية أعداءنا وأصدقاءنا في المنطقة والعالم، وأن نصطف ـ بهدف توحيد المعركة ـ مع كافة الدول والقوى والمؤسسات والرموز التي تناصرنا في قضايانا العادلة، وتنحاز إلى خياراتنا الصائبة فيها بقوة وفاعلية وإخلاص .. وعلينا : أن نحذر من الضعفاء والمنافقين واللصوص والذين ينصبون لنا الكمائن في الطريق ومن الفتنة الطائفية العمياء ومن التضليل الإعلامي الخبيث الذي يخدم أجندة الشيطان والاستبداد وقوى الاستكبار العالمي، وأن نتسلح بالوعي والإيمان والصبر، وأن نثق بالوعد الإلهي لنا بالنصر على الأعداء .