صفات الرسول وأخلاقه
تحلّى الرسول الأعظم الأكرم (ص) بما لا يحصى من الصفات الحسنة والخصال الحميدة، منها:
- بالرغم من أنه نشأ في مجتمع جاهلي متخلّف حضارياً، وفي قوم هم من أشدّ الأقوام جهلاً وأبعدهم عن العلوم والفضائل، فقد امتاز بالعلم والحكمة والتعقّل ورجاحة العقل والفضيلة، وكافح الجهل والخرافة والرذيلة والتخلّف، وكان بحق وحقيقة هادياً للبشرية وسراجاً منيراً، وأعظم قائد عرفته البشرية في تاريخها، وأفضل مربي ومعلم عرفته البشرية على الإطلاق.
- يعتبر الرسول الأعظم الأكرم (ص) مثال الإنسانية ونموذجها الكامل، ولقد بلغ الذروة والمثل الأعلى للكمال الإنساني الممكن، حتى بلغ سدرة المنتهى والحدّ الفاصل بين الخالق والمخلوق في الكمال، وفاق في عبوديته الصادقة وطاعته المخلصة وعبادته لله سبحانه وتعالى وصفاء سريرته كل أحد من البشر، لا يجاريه في ذلك أحد منهم، فكان في أعلى مراتب التعبد والكمال وأكثر الناس عبادة، وأصوبهم عملاً، وأصدقهم قولاً، وأطهرهم روحاً، وأصفاهم سريرة وأخلصهم نية، وكان دائم الاتصال بالله ذي الجلال والإكرام، دائم الإنشداد والانقطاع إليه بالضراعة والابتهال والدعاء والصلاة وقراءة القرآن وسائر العبادات والطاعات وأفعال الخير، حتى فنيت نفسه فيه وصارت العبادة جزءً من وجوده وكيانه، وكانت له ثقة مطلقة بالله (عز وجل)، وتسليم مطلق له، والتخلق بأخلاقه، والتوكل عليه في جميع الأمور، وقد جمع بين التعبد والقيام بالواجبات الاجتماعية ومسؤوليات القيادة، فبلغ بذلك الذروة وأقصى مراتب الكمال، حتى صار بحق وحقيقة إمام المؤمنين والقدوة الصالحة للمسلمين، يتأسون به ويقتدون به في جميع صفاته وقيمه وأخلاقه ومُثُله العليا ومبادئه السامية وجميع أفعاله، ويصدّقونه في جميع أقواله، ويتبعونه في جميع ما يأمرهم به وما ينهاهم عنه.
- كانت حياته كلها حافلة بالفضائل والمكارم والكمالات، التي تكشف عن عظمة شخصيته وخلقه العظيم الأمثل، وكل ما هو أدعى لصدقه وأرجى لطاعته واتباعه والاقتداء به.
وكانت من صفاته وأخلاقه: الحكمة ورجاحة العقل، والبلاغة والفصاحة وسلامة المنطق، والصدق والأمانة والوفاء، وصفاء السريرة وقوة الروح، والشجاعة الفائقة والثبات الدائم على طريق الحق، والاستقامة على الصراط المستقيم ونهج الاعتدال القويم والطريقة المثلى الوسطى، والصبر على الأذى وتحمل المصائب والمتاعب والمشاق في طريق الدعوة الإلهية الحقة، والمحبة للناس والحرص عليهم والتسامح معهم والعفو عنهم، والحلم وسعة الصدر والأناة والروية، والرفق والمداراة وحسن المخالفة، والجود والكرم وسعة البذل والعطاء، والحياء وشدة التواضع، والزهد البالغ في الحياة الدنيا وزينتها وزخرفها، وكان كريم الطبع، جميل المعاشرة، طلق الوجه، بسّاماً من غير ضحك، محزوناً من غير عبوس، متواضعاً من غير مذلة، سهلاً ليناً قريباً من الناس، وحريصاً على مصالحهم ونجاتهم وسعادتهم وإيصال خيرات الدنيا والآخرة إليهم، وإزالة آلامهم وأحزانهم وتخفيف ما يشق عليهم، وهدايتهم وإرشادهم، متحبّباً إليهم بالقول والعمل، مجيباً لدعوة من دعاه، قاضياً لحاجة من استقضاه، جابراً لقلب من سأله، تاركاً للتقاطع والهجران، يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم، لا يغلط على أحد في مقالة، ولا يقسو عليه في فعل، ولا يشق عليه في طلب، ولا يطوي عنه بشره، ولا يمسك عليه فلتات لسانه، ولا يؤاخذه بما يصدر عنه من جفوة، بل يحسن إلى الجميع غاية الإحسان، ويحتملهم غاية الإحتمال، ونحو ذلك من الفضائل والمكارم والكمالات وعظيم الأخلاق.