العالمية
يعتبر الدين الإسلامي الحنيف ديناً عالمياً خالداً للبشرية قاطبة بدون استثناء، فيجب على كل أحد من الناس الرجوع إليه، منذ إعلان الدعوة بعد نزول الوحي على الرسول الأعظم الأكرم (ص) في غار حراء في شمال مكة المكرمة بتاريخ: 27 رجب 13 قبل الهجرة (609م) على امتداد التاريخ وامتداد الجغرافيا، وحتى انقضاء حياة الإنسان على وجه الأرض، فيجب اتباع الدين الإسلامي الحنيف، والعمل بجميع أحكامه وتشريعاته في جميع الشؤون الخاصة والعامة على جميع الناس على امتداد المساحتين التاريخية والجغرافية؛ لأنه لا يختص بقوم دون قوم، ولا بلد دون بلد، ولا زمان دون زمان، بل يعم المجتمع الإنساني ككل على اختلاف العنصر والوطن واللسان والزمان، وهذه من ضروريات الدين الإسلامي الحنيف، يؤمن بها ويعتقدها كل المسلمين الملتزمين الذين يعتقدون بأن الدين الإسلامي الحنيف، دين حق، ويعلم كل الباحثين المختصين بأنها حقيقة ثابتة ثبوتاً علمياً قطعياً في مصادره الأساسية: القرآن الكريم والسنة الشريفة القطعية، وعليه إجماع المسلمين، قول الله تعالى: <وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ>[1]، وقول الله تعالى: <قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا>[2]، وقول الله تعالى: <وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ>[3] وغيرها كثير.
وقد امتثل الرسول الأعظم الأكرم (ص) لهذه الحقيقة، فبعث الرسائل والرسل لرؤساء البلدان وملوك الدول القائمة آنذاك، مثل: قيصر الروم، وكسرى الفرس، وملك الحبشة، وحكّام مصر والشام، ورؤساء القبائل العربية المختلفة، ودعاهم جميعاً للإسلام الحنيف، وحذّرهم من مفاسد الكفر بنبوته وتكذيبه والعواقب السيئة الوخيمة المترتبة على ذلك في الدارين الدنيا والآخرة، ولم يكن ذلك عبثاً، ولا مبادرة شخصية منه، بل قام بهذا العمل النوعي بأمر من الله (ج) رب العالمين، وهو يدلُّ قطعاً ويقيناً على عالمية الإسلام الحنيف وعموميته لكل الناس.
كما أنّ الخطاب القرآني موجّه كذلك لجميع الناس على امتداد التاريخ وعرض الجغرافيا، ولم يكن موجّهاً لقوم دون آخرين، أو لزمان دون آخر، وذلك بألفاظ متنوعة، مثل: يا أيها الناس، قول الله تعالى: <يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ>[4]، ويا بني آدم، قول الله تعالى: <يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ>[5]، ولفظ العالمين، مثل: <قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ>[6]، وقول الله تعالى: «تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا»[7] ونحو ذلك.
وهذا يقتضي نسخ كل الأديان السماوية السابقة، مثل: المسيحية واليهودية، وبطلان كل التشريعات الوضعية المخالفة للدين الإسلامي الحنيف، ويجب على المؤمنين بالأديان السماوية السابقة كسائر الناس، أن يتخلّوا عنها، ويتّبعوا الدين الإلهي العالمي الذي أنزله الله تبارك وتعالى على عبده ورسوله محمد بن عبدالله (ص) رحمة للعالمين بشيراً ونذيراً لهم؛ لثبوت ذلك في حقهم أجمعين وبدون استثناء، قول الله تعالى: <كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ>[8]، وقول الله تعالى: <يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ>[9] وغير ذلك كثير.
وقد تكفّل الله (عز وجل) ببقاء الاعتبار للقرآن الكريم أبداً، فلا يمسّه ما مسّ الكتب السماوية السابقة من التحريف والتغيير والتبديل ونحو ذلك، قول الله تعالى: <إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ>[10]، وقول الله تعالى: <إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ 41 لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ>[11]، وقد أجمع المسلمون قاطبة على سلامة القرآن من التحريف والتغيير والتبديل، فالكتاب الذي بين أيدينا اليوم هو عينه الذي أنزله الله العزيز الحكيم على عبده ورسوله محمد بن عبدالله (ص) بدون أي تغيير أو تبديل أو زيادة أو نقصان، وهو الأمر الذي يحكم العقل السليم بضرورته، وثبت علمياً صحته.
كما تكفّل ربُّ العالمين بصمود الدين الإسلامي الحنيف أمام كل التحديات والصعوبات، وأن يوجد له حملة أئمة وأتباع في كل زمان، قول الله تعالى: <أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ>[12]، وقول الله تعالى: <هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم>[13]، وقول الله تعالى: <يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ>[14]، وأن يشقّ طريقه إلى الناس ويواصل انتشاره أبداً بين مختلف الأقوام والشعوب وفي مختلف البلدان، حتى يظهره الله (عز وجل) على كافة الأديان السماوية والوضعية وكافة الفلسفات والسياسات البشرية والوضعية، كحتمية تاريخية تنتهي إليها المسيرة التاريخية البشرية، قول الله تعالى: <وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ>[15]، وقول الله تعالى: <وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا>[16]، وقد ثبت بالحس والتجربة إقبال الناس على الدين الإسلامي الحنيف واعتناقه وتطبيق أحكامه وتأدية عباداته بنفس الحماس والطريقة التي كان عليها أصحاب رسول الله (ص) وأنه دخل وانتشر في جميع البلدان وفي جميع الثقافات الشرقية والغربية، المتقدمة والمتخلفة، والحمدلله رب العالمين.
وعالمية الدين الإسلامي الحنيف حقيقة إلهية ثابتة تفرضها وحدة الربّ، قول الله تعالى: <قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ>[17]، وقول الله تعالى: <يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ>[18]، وذلك للأسباب التالية:
- لأنّ هداية الرب الواحد الحكيم الرحيم لعباده المتفقين في العقل والمنطق والفطرة وأصل الخلقة والتكوين والطبيعة هداية واحدة لا تختلف.
- أن إيجاد الدين الإلهي العالمي الواحد لجميع الناس أمر ممكن عقلاً؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى يتمتع بسلطة مطلقة على جميع خلقه، فهو يفعل مايشاء، وبقدرة مطلقة، فلا يعجزه أن يأتي بدين عالمي واحد لجميع الناس، وبعلم مطلق وحكمة مطلقة ورحمة واسعة، وغير ذلك من الصفات والشؤون الإلهية التي تجعل وجود الدين الإلهي العالمي الواحد لجميع الناس أمراً ممكناً.
كما أنّ وحدة الإنسانية وطبيعتها الواحدة المشتركة، تقتضي وحدة الغاية، ووحدة التشريع والمنطق، ووحدة المصير، مما يتطلب وحدة الدين والمنهج والتشريع.
نتائج مهمة
تترتب على ما سبق النتائج المهمة التالية:
- كمال الدين الإسلامي، وأن تبنى المعارف الإسلامية والأخلاق والتشريعات كلها على مقتضى الفطرة وأصل الخلقة والتكوين والطبيعة الإنسانية الواحدة المشتركة بين جميع البشر؛ لأنها الأساس الثابت للدين الحق.
- أن تكون المعارف والأخلاق والتشريعات موافقة للعقل والمنطق السليم، في الحديث النبوي الشريف: «استرشدوا العقل ترشدوا، ولا تعصوه فتندموا»[19]، وقد ذهب الفقهاء والمتكلمون والحكماء المسلمون إلى القول بالتلازم بين حكم العقل وبين حكم الشرع المقدس، وسموه: قاعدة التلازم، وتعني: أن كل ما حكم به الشرع المقدس يحكم به العقل، وقال أهل العرفان: إن العقل شرع داخلي، والشرع عقل خارجي، ولا فرق بينهما في حاق الواقع، فلو تجسّم العقل لكان بصورة النبي، ولو تجرّد النبي لصار العقل بعينه، فلا فرق بينهما إلا في اختلاف النشأة والعالم، العقل ينتمي إلى عالم المجرّدات، والنبي ينتمي إلى عالم الطبيعة.
- أن يدعو الدين الإسلامي الحنيف إلى اتباع الحق وتمحيصه، وإلى العلم والمعرفة والصواب، والتحلي بالتقوى والفضيلة ومحاسن الأخلاق والخصال الحميدة، وإلى الاستقامة والصلح، وإقامة العدل والقسط بين الناس كافة بدون تمييز بينهم، وإلى المحبة والرأفة والرحمة واللين وحُسن المعاملة للآخرين، وإلى فعل الخيرات والأعمال الصالحة والنافعة لتقدّم الحياة وازدهارها وتطورها، وإلى صيانة الحريات وكافة الحقوق الطبيعية والمكتسبة المشروعة، وإلى كل ما يثبت بحق وحقيقة أن الإسلام الحنيف يتسع بواقعية لجميع حاجات البشرية ويرفع من شأنها ويصون كرامتها، وأنه يوافق في جميع أصوله ومبادئه وعلومه ومعارفه وأخلاقه وتشريعاته العقل والمنطق السليم والفطرة والطبع الإنساني السليم.
وفي المقابل ينهى عن اتباع الباطل والخرافات والأوهام ومخالفة العقل والمنطق والدليل والبرهان الصحيح، وعن الرذائل ومساوئ الأخلاق والخصال المذمومة وكل أوجه الفساد والتحلل والانحطاط، وعن الظلم والدكتاتورية والاستبداد والتمييز العنصري والطائفي بين الناس في الحقوق والواجبات، وعن الكراهية والتشدد والعنف والقسوة مع الناس وسوء معاملتهم، والنهي عن الشرور والأفعال الضارة بالحياة وتقدمها وإزدهارها، وعن انتهاك الحريات والحقوق والحرمات والمقدسات، وعن كل ما يخالف العقل والمنطق والفطرة والطبع السليم ونحو ذلك من المفاسد والمهالك، قول الله تعالى: <الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ>[20].
- محاربة العصبيات الجاهلية والنعرات العنصرية العرقية والطائفية، والتركيز على وحدة الجنس البشري، والوحدة الدينية الروحية والمعنوية للأمة الإسلامية، التي تتجاوز حدود البلدان والأقوام، والدعوة إلى الإلفة والمحبة والإخاء، والتعاون والتضامن والتعارف والتبادل الحضاري والثقافي والمنافع بين البشر، قول الله تعالى: <يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ>[21]
وبدون شك: فإن عالمية الإسلام الحنيف هي من مظاهر رحمة الله تبارك وتعالى وتجلياتها، وسبباً لتعميمها وإيصالها إلى كافة الناس على امتداد التاريخ وامتداد الجغرافيا.
- الأنبياء: 107-[1]
- الأعراف: 158-[2]
- سبأ: 28-[3]
- البقرة: 21-[4]
- الأعراف: 31-[5]
- الأنعام: 90-[6]
- الفرقان: 1-[7]
- آل عمران: 110-[8]
- المائدة: 19-[9]
- الحجر: 9-[10]
- فصلت: 41-42-[11]
- الأنعام: 89-[12]
- محمد: 38-[13]
- المائدة: 54-[14]
- التوبة: 33-[15]
- الفتح: 28-[16]
- الأعراف: 158-[17]
- البقرة: 21-[18]
- بحار الأنوار، جزء 1، صفحة 96-[19]
- الأعراف: 157-[20]
- الحجرات: 13-[21]