مواضيع

المؤسسات الشعبية

قوات التعبئة

إن هذه القوات في الواقع تشكلت بأمر الإمام الراحل (ق) ولم تكن قبل ذلك سوى مجموعة من الطموحات والإحساس بالمسؤولية قبال الشعب، ومن ثم تم تطويرها لتصبح مؤسسة كبيرة. وهي من ابتكارات الإمام الراحل، وقد شجع بعض رؤساء الدول الإسلامية هذه الخطوة واعتبروها إنجازاً عظيماً. وفي الواقع هي كذلك.[1]

في الواقع إن أغلب التشكيلات العسكرية التي نبعت من رحم الثورة هي في الأصل نابعة من هذه المؤسسة. فإن لجنة الثورة الإسلامية كانت ضمن هذه المؤسسة. وكذلك الحال بالنسبة للحرس الثوري الذي قد شاهدنا بركاته خلال هذه الأعوام المتمادية، فإنه نابع من رحيق هذه المؤسسة أيضاً.

إن هذه المؤسسة يمكن لها أن تكون مقدامة في شتى الميادين؛ لا سيما الميادين العلمية وميادين العمران وجهاد البناء. في الواقع تتواجد هذه المؤسسة التعبوية في جميع الأماكن، في الجامعات والحوزات العلمية والمؤسسات العلمية وبين رجال الدين في القرى والمدن وفي مختلف طبقات المجتمع، إن هذه المؤسسة هي الأسوة المثلى لجميع الشعب الإيراني. لعله يمكن اعتبار هذه المؤسسة من أهم المؤسسات التي تم تشييدها بأمر من الإمام الراحل (ق) وما زالت تعمل بأحسن وجه ممكن. في الواقع هي أعظم إنجاز للإمام الراحل (ق) التي يمكن لها أن تكون مقدامة في شتى الميادين، ويعم أثرها المطلوب جميع المجالات، وقد سعى كثيرون إلى إخماد شعلة هذه المؤسسة بعد انتهاء الحرب، في الواقع هذا تلقين شيطاني، ولا يستبعد أن يكون للعدو يد في ذلك أيضاً. ولكن في الواقع إن هذه المؤسسة باقية ببقاء الثورة فلا بُدّ عليها أن تتطور يوماً بعد يوم كي تترسخ دعائمها. لا بُدّ لروح هذه المؤسسة أن تتنامی يوماً بعد يوم كي يستطيع هذا الوطن أن يصل بهذه المسؤولية الملقاة على عاتقه إلى بر الأمان[2]، وعليه فإن هذه المؤسسة مستمرة.[3]

إن الأمر المهم الذي لا بُدّ من تنفيذه هو تنمية قدرات هذه القوات التعبوية؛ فهناك بعض القوانين والإلزامات الأخلاقية والسلوكية، فالإلزامات الأخلاقية هي ترسيخ الأخلاقيات الإسلامية في نفوسنا، كالصبر والحلم والعفو والتواضع، والإلزامات السلوكية تشمل سلوكيات الإنسان في العمل ومحيطه والتعامل مع الآخرين وفي المجتمع. قال الإمام الصادق (ع): «یا زید خالقوا الناس بأخلاقهم، صلُّوا في مساجدهم، وعُودوا مرضاهم، واشهدوا جنایزهم، وإن استطعتم أن تكونوا الأئمة والمؤذنين فافعلوا، فإنكم إذا فعلتم، ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية، رحم الله جعفراً، ما كان أحسن ما يؤدب أصحابه، وإذا تركتم، ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية، فعل الله بجعفر، ما كان أسوأ ما يؤدب أصحابه».[4]

فعلى كل فردٍ من أفراد هذه المؤسسة أن تكون أخلاقياته وسلوكياته نابعة من هذا الأصل، من هذا المذهب، فيقال عنهم هؤلاء تربوا في ظل هذا النظام الإسلامي، فيكونوا مثالاً عز وفخر وسبب احترام للجمهورية الإسلامية.

فإن هذه الإلزامات العملية والاجتماعية قضايا ضرورية لا بُدّ من تطبيقها؛ بمعنى تنمية الخصال الحسنة في النفس والتعامل الحسن والمحترم مع المحيط والعمل الدؤوب في جميع الاتجاهات والآفاق في الإنتاج والسياسة والخدمات العامة.[5]


  • [1]– لقاء سماحته مع التعبئة في محافظة فارس بتاريخ 14-2-1387هـ ش
  • [2]– ألا وهي الهداية البشرية والسعادة الإنسانية
  • [3]– بيانات سماحته عند لقائه قادة التعبئة بتاريخ 27-8-1371هـ ش
  • [4]– من لا يحضره الفقيه، جزء 1، صفحة 267
  • [5]– لقاء سماحته مع خسمين مع قيادات التعبئة في مصلى الإمام الخميني (ق) بتاريخ 29-8-1392هـ ش
المصدر
العمل المؤسساتي في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟