مواضيع

مؤسسة جهاد البناء

إن مؤسسة جهاد البناء هي من المؤسسات التي تم تأسيسها بعد انتصار الثورة الإسلامية بدافع الاعتقاد والعشق للثورة ومن منطلق الإحساس بالمسؤولية. ومن منطلق التمسك بالمعايير الدينية والثورية تم تفعيل هذه المؤسسة حيث لها الدور الفعال والنشيط في المجتمع، والواقع إن السبب الرئيسي وراء التوفيق لهذه المؤسسة هو انتصار الثورة، وتعدت آفاق هذه المؤسسة باعتبارها مؤسسة خدماتية إلى دعم المجاهدين والمناضلين في ساحات الجهاد وكأنها مؤسسة مختصة بأمور الحرب.[1]

تم تأسيس مؤسسة جهاد البناء بأمر من الإمام الخميني (ق)، في الواقع هي شجرة طيبة تم غرسها بواسطة الإمام (ق) فنمت وبانت ثمارها، فعمّ نفعها جميع أطياف الشعب في المراحل المختلفة من عمر الثورة. إن مسألة جهاد البناء في البلاد قد تم طرحها ومنقاشتها قبل أن تدخل البلاد في خضم الحرب العسكرية، إن البلد الذي قد تم أخذه من يد النظام الظالم والعميل والفاسد البهلوي على يد الثورة والإمام وهذا الشعب كان بلداً مدمراً. فلقد كان العمران والثروات مختصة بالمدن الكبرى فقط؛ ولا يتعدى هذا الرونق منافع النظام الأصلية، وكانت القرى مدمرة ولم تكن طرقها معبدة وكانت تفتقد جميع الإمكانات والأعمال المثمرة. كانت المشاكل تسود جميع مدن البلاد، فلم تكن الأوضاع مناسبة مطلقاً. ومن هذا المنطلق أسس الإمام (ق) مؤسسة جهاد البناء، فالتحق طیف عظيم من الشباب زرافات ووحداناً بهذه المؤسسة المباركة. فتبين أن ازدهار هذه المؤسسة رهن للابتكار والعمل الدؤوب والتطور للخروج بالبلاد إلى بر الأمان. والتحق بهذه المؤسسة كثير من الشباب المؤمن والتقي، والتحق أيضاً الكثير من أصحاب الخبرات والاستعدادت النيرة إلى هذا السلك فشاركوا في إصلاح الطرق وتعبيدها وإعمار المدن والقرى البعيدة النائية في الأماكن الحارة أو الباردة، في جميع الظروف الجوية الشاقة، ولم يمنعهم ذلك من العمل الدؤوب والمستمر في خدمة الشعب. وقدمت مؤسسة جهاد البناء عدداً من الشهداء قبل أن تبدأ الحرب المفروضة. وقد تم تقديم هذه التضحيات واستشهد بعض الإخوة في ميادين البناء على يد عناصر المنافقين؛ لأنهم أحسوا بخطورة هذا العمل حيث الشاب الجامعي المثقف والخبير أو الإنسان الماهر والخدوم يقوي دعائم هذا النظام بواسطة عمله الدؤوب. ومن ثم تم فرض الحرب علينا وأصبحت مؤسسة جهاد البناء في الخطوط الأمامية من الحرب. وقد تم إطلاق لقب «صناع الملاجئ الفاقدين للمأوى» عليهم، وهو لقب يشتمل على الكثير من المعاني القيمة. فلقد تم تشييد الكثير من المشاريع الخدماتية خلال الحرب بواسطة هذه المؤسسة من قبيل تعبيد الطرق الموصلة لساحات القتال ونقل العتاد وصنع مخازن الأسلحة والعتاد، وجميع الأفكار والأطروحات التي لا تخطر على ذهن بشرٍ ما قد تم صنعها بواسطة هؤلاء الشباب الذين يعملون في هذه المؤسسة. واليوم يعد وجودهم من أهم النعم في الساحة.[2]


  • [1]– لقاء سماحته مع مسؤولي وزارة جهاد البناء بتاريخ 20-11-1376هـ ش
  • [2]– لقاء سماحته مع جمع من مسؤولي وزارة جهاد البناء بتاريخ 15-7-1377 هـش
المصدر
العمل المؤسساتي في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟