Site icon دار الوفاء للثقافة والإعلام

تجنب طلب الدنيا والدعة

إن طلب الدنيا من المهالك التي لا ينجي منها إلا تقوى الله مع دوام المراقبة، أو الإشراف الدقيق الذي يمنع الإنسان من أن يتصرف كما يحلو له، فيضطر الأشخاص إلى مراعاة القانون، ومع ذلك تبقى هناك إمكانية ارتكاب المخالفات عبر الطرق غير المشروعة.

لقد كتبت قبل خمس أو ست سنوات إلى مجموعة من الشبان والطلاب الجامعيين الذين كان من المقرر أن يتسلموا في المستقبل القريب مهامهم في المؤسسات الحكومية، وشرحت لهم هذا الأمر وطلبت منهم أن لا ينخدعوا بملذات الدنيا ورونقها فإنها خداعة وكلنا معرضون لفخاخها، خصوصاً الشباب.

وهذا أمرٌ واجب على كل من يمكنه أن ينبههم على ذلك خشية الوقوع بذلك، وهذا أمر يشمل المسؤولين أيضاً ولا يختص بعنصر الشباب فحسب.[1]

إن أخلاقيات الإنسان وصفاته وخصاله هي التي ترسم أهدافه وتوجهاته، وقد جمع أمير المؤمنين (ع) كل الخطايا تحت مظلة حب الدنيا، «حب الدنيا رأس كل خطيئة»[2].

إن ما نشاهده اليوم من أشخاص فاسدين في المجتمع لم يكونوا بطبعهم فاسدين بل هناك أسباب أدت بهم إلى هكذا حال، فلعل البعض قد خُدِع بزخارف الدنيا وذاق طعم حلاوتها الزائلة فلم يستطع أن ينفك عنها، ومن ثم يوماً بعد يوم ترسخ حب الدنيا في قلبه فأصبح عبدٌ لها من حيث لا يعلم، من هنا كان على الإنسان أن يراقب نفسه وقلبه من الانجراف خلف الدنيا وزخارفها، فهي رأس كل خطيئة.[3]

والنقطة المهمة الأخرى: هي أن لا نقع في فخ الكسل والدعة وراحة الجسم، فإنها مهلكة أخرى، وهذا الكلام متوجه بالخصوص إلى قوات التعبئة فهم بطبيعة الحال عناصر نشطين في المجتمع ويجب عليهم المحافظة على هذه الخصلة الحسنة.[4]


Exit mobile version