مواضيع

تقبل النقد

يجب على الإنسان أن يرسخ في ذاته فكرة تقبل النقد وتحمل الآخر، وهذا الكلام متوجه بالدرجة الأولى إلى مسؤولي الدولة.

إن ترسيخ هذه الصفة في النفس صعب جداً ولكن لا بُدّ من تقبل هذا الأمر بصدر رحب، وقد ورد في الحديث: أن «آلة الرئاسة سعة الصدر»[1]، كما أنه ليس المراد هو المناصب العليا فقط، بل كل من يسعى ليتسنم مقاماً إدارياً يجب عليه أن يتحلى بذلك[2]، فهذا في الواقع يصب في مصلحته.

وهذا طبعاً بخلاف النقد الهدام الذي لا يكون بقصد الإصلاح، وهذا أمر جليّ وواضح، فعلى سبيل المثال: انظروا إلى الانتقادات التي تبث في الصحف والمجلات، وعشرات الإذاعات والبرامج التلفزيونية، فنجد فيها الخبيث والطيب والغث والسمين، ناهيكم عن تضخيم الأشياء الصغيرة وخلق الوقائع الافتراضية.

إن النقد البناء هو كمصلح يسعى إلى خير المجتمع ولا يصدر إلا عن صديق أو حریص، ولا بُدّ أن يؤخذ بعين الاعتبار، إذ لعلنا توصّلنا من خلاله إلى أمر كان مخفياً عنا، مع عدم إغفال أن يكون الناقد قد اشتبه بنقده، من هنا كان لزاماً علينا أن نتقبل النقد بصدر رحب.[3]

إذا أردنا أن ندفع الأخطاء عن أنفسنا أو أن نقللها بالقدر الممكن فعلينا أن نتقبل نقد الحرصاء من المخلصين فهي أحد طرق السلامة والنجاة. ولا يخلو هذا الأمر من المغرضين الذين يخلطون الأمور على الناس من خلال حرب نفسية مبرمجة أو من خلال الكذب والتلفيق أيضاً؛ ولكن في قبالهم البعض الذين لا ينطلقون من منطلق العناد والعداء وإن كان لحن کلامهم فظاً غليظاً ولكن في الواقع لا يجب علينا أن نتحرّج منهم بل نتقبل نصحهم ونقدهم بسعة صدر، فلو طبقنا ذلك فإن ثماره سترد إلينا.[4]


  • [1]– نهج البلاغة، حكمة 176
  • [2]– كلمة سماحته مع أعضاء الحكومة بتاريخ 8-6-1389هـ ش
  • [3]– لقاء سماحته مع أعضاء مجلس الوزراء بتاريخ 18-6-1388هـ ش
  • [4]– لقاء سماحته مع أعضاء مجلس الوزراء بتاريخ 17-7-1384هـ ش
المصدر
العمل المؤسساتي في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى