إعداد المدراء والمسؤولين المجربين بعدكم
أتذكر أنني قد قلت لبعض المسؤولين في أحد الأقسام، إن مهمتكم الأولى والأهم أن تربّوا أفراداً أمثالكم، لكي يقوموا مقامكم بعدكم، لأنه لا سمح الله إذا حدث لكم حادث أو أصبتم بمصيبة، يكون هناك من ينوب عنكم. وأنا شخصياً استغرب من استنكاف البعض عن ذلك لمحذروات يعلّل بها نفسه، ولكن لا بُدّ من وجود أفراد جديرين تعرفونهم وتثقون بهم، ليقوموا مقامكم عند الحاجة، ويكون الجميع تحت إشرافكم ومراقبتكم.[1]
السادس عشر: التعامل مع النخب والمستشارين
النقطة الأخرى: هي التعامل الوثيق مع النخب المخلصين أصحاب الفكر السليم والرأي المستقيم، لا تحرموا أنفسكم من آرائهم القيّمة أبداً، كما ينبغي لكم أن تستفيدوا من تلك النخب في مجال الإدارة والسياسة، فنحن خلال هذه السنين الطوال فقد لاحظنا كثيراً من الرجال المحنكين في مجال الإدارة، فهذه التجارب قيّمة إلى أبعد الحدود، ومن ثم يجب عليكم الاستفادة من تلك الطاقات والقدرات التي تكون كامنة فيهم، ففي كل مستوى من مستويات الإدارة يجب أن توظفوا أفراداً كفوئين، فهم يسدون خدمات قيّمة لهذا النظام، وتجاربهم قد اجتمعت تدريجياً وينبغي أن لا تهدر سدى، ومن الطبيعي لا يمكن توظيف من قرر أن يعادي النظام أو أن لا يهتم بشؤونه وشؤون الناس.[2]
والملاحظ أن طاقات بلدنا كثيرة جداً، ولدينا قدرات وموارد بشرية قوية في مختلف المجالات والأصعدة، ولو وظفنا تلك الموارد التي تم تربيتها وتعليمها بعد الثورة الإسلامية في إيران لأسدينا خدمة عظمى إلى النظام والمواطنين.[3]
والنقطة الأخرى الجديرة بالذكر هنا: هي مسألة نوعية التعامل مع النخب في البلد وحتى المخالفين، حيث يجب التعامل معهم بأحسن الصور، لا أن ننساهم، ولكنني على أية حال أعتقد – وفي اعتقادي استند على قول الإمام علي (ع) – إذا حصل تعارض بين مطالب الناس ومطالب النخب والخواص، يجب تقديم عموم الناس، وقد يحدث أن يكون للنخب بعض الآراء التعديلية في النظام وفي مختلف الشؤون، يجب أن يولي لها اهتمام وعناية.[4]
- [1]– كلمة سماحته في لقائه مع رئيس الجمهورية وأعضاء حكومته بتاريخ 5-6-1380هـ ش
- [2]– كلمة سماحته في لقائه مع رئيس الجمهورية وهيئة الوزراء بتاريخ 6-6-1385هـ ش
- [3]– كلمة سماحته في لقائه مع رئيس الجمهورية وهيئة الوزراء بتاريخ 6-6-1392هـ ش
- [4]– كلمة سماحته في لقائه مع رئيس الجمهورية وهيئة الوزراء بتاريخ 2-6-1387هـ ش