مواضيع

جلب الكفاءات واختيارها

الأمر الثالث الذي لا بُدّ من إنجازه هو البحث عن الكفاءات والطاقات واختيارها على نحو عادل وصحيح ومن ثم إدخالهم في المؤسسة، لا تترددوا في هذا الأمر ولو للحظة واحدة. هناك تحركات عامة ملفتة للنظر تحصل في البلاد؛ بدءاً بالتجمعات الطلابية الصغيرة إلى تجمعات طلاب الجامعات إلى النقابات والاتحادات..، في طهران وغيرها من المدن، وإنّ الذي يدفع هؤلاء نحو هكذا تحدي هو الإحساس بالتكليف. إن شعار التحدي الثقافي الذي رفعناه في السنوات السابقة والذي تم رفضه ورميه بالحجارة من بعض الأفراد، قد تم رفعه مجدداً بواسطة هؤلاء الأفراد أنفسهم. الآن الكل هدفه واحد ومقارعة هذا الغزو الثقافي.

وفي الكتاب الذي أرسله الإمام علي (ع) إلى مالك الأشتر رضي الله عنه يوصيه بقوله: «ثُمَّ انْظُرْ فِي أُمُورِ عُمَّالِكَ، فَاسْتَعْمِلْهُمُ اخْتِبَاراً، وَلاَ تُوَلِّهِمْ مُحَابَاةً وأَثَرَةً، فَإِنَّهُمَا جِمَاعٌ مِنْ شُعَبِ الْجَوْرِ وَالْخِيَانَةِ، وَتوَخَّ مِنْهُمْ أَهْلَ التَّجْرِبَةِ وَالْحَيَاءِ، مِنْ أَهْلِ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَةِ، وَالْقَدَمِ فِي الاْسْلاَمِ الْمُتَقَدِّمَةِ، فَإِنَّهُمْ أَكْرَمُ أَخْلاَقاً، وَأَصَحُّ أَعْرَاضاً، وَأَقَلُّ فِي الْمَطَامِعِ إِشْرَاقاً، وَأَبْلَغُ فِي عَوَاقِبِ الاْمُورِ نَظَراً»[1].

وفي قوله «فَاسْتَعْمِلْهُمُ اخْتِبَاراً» أي: امتحنهم لتجد الأكفأ فيهم، «وَلاَ تُوَلِّهِمْ مُحَابَاةً وأَثَرَةً» أي: لا تولي الصديق هذا الأمر وهناك من يستحق هذا المنصب أو العمل باستحقاقه وكفاءته، أو أن ينصب شخصاً ما بمعزل عن استشارة أصحاب العقول والرأي السديد.

علينا أن لا نغفل عن الكفاءات المخلصة في جميع أنحاء البلاد، ولا يكن بُعد الديار مانعاً لنا من التعرف إليهم والعمل معهم، فلا تغفلوا عن هذا الأمر وضعوه ضمن أولوياتكم.[2]


  • [1]– نهج البلاغة، الخطبة 53، عهد مالك الأشتر
  • [2]– كلمة سماحته مع أعضاء الحكومة بتاريخ 17-7-1384هـ ش
المصدر
العمل المؤسساتي في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟