الإصلاح الإداري
مما يعاني منه الناس هو حال الدوائر الإدارية، فإني قد رأيت الكثير يشتكي من الأوضاع فيها والقوانين المضيّقة، ولهم الحق في اعتراضهم، وذلك لأنني على علم من أحوال الناس، وأني كأحد من هؤلاء قد ترعرعت مثلهم وفي أجوائهم، والآن لست بعيداً عن تلك الأجواء، ومن ثم يجب أن يلبي المعنيون مطالبهم بأحسن الوجوه. أعتقد أنكم طيبون، لكن هذا لا يعني أن كافة من يعمل تحت إمرتكم هم طيبون، كلا ثم كلا! ولذلك يجب مراعاة أحوال الناس وأن تجعلوا القيام بأعمالهم وشؤونهم في جدول أعمالكم. ومن ثم إذا رأيتم أن الناس تشتكي من مؤسسةٍ ما أو من أية دائرة من الدوائر الحكومية، يجب أن لا تدخروا جهداً إلا وتبذلوه لحسم قضاياهم ومشكلاتهم. يجب أن يكون لكافة الدوائر منهجية صحيحة لحلحلة قضايا الشعب، وأن تلبي حاجات الناس بسرعة وعناية أكثر، غير أن ما يسود في دوائرنا الحكومية لحد الآن ومع الأسف تلك المنهجية القديمة التي لا تستطيع تلبية حاجات الناس بسرعة مقبولة وهذه المنهجية في الواقع ليست بمنهجية الإسلام ولا الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولذلك يجب تيسيرها وتسهيلها مراعاةً للناس والمواطنين. فأنتم لو أردتم أن تجعلوا سيارة أكثر تسهيلاً في الحركة ماذا تصنعون؟ ستغيرون زيت محركها وتنظرون إلى قطعها الأساسية و.. إلخ، والحكاية هي نفسها في الدوائر والإدارات، يجب أن تفعلوا شيئاً ما لتسهيل أمور الناس. ودور رئيس الدوائر التنظيمية هو الأهم في هذا المضمار، لكي يشرف على الأوضاع من أسهلها إلى أكثرها تعقيداً، ويشرف على جميع الطواقم ومن هم تحت إمرته، ليراقب الأوضاع جيداً، وأن لا يمر على الخطأ والفساد مرور الكرام، وأن يجعل أساس عمله في رضا الناس.[1]
- [1]– كلمة سماحته في أعضاء المجلس الإداري لمحافظة قم بتاريخ 1-12-1379هـ ش