مواضيع

العمل يخلّد الإنسان

كلما امتاز عمل أي مجموعة بالسرعة ووفور المعنى، كان هذا العمل أكثر دواماً وبقاءً. في الواقع إن المؤسسات البشرية تستمد وجودها وقوتها من العمل، على سبيل المثال: إنكم لو لم تأمروا وحدة عسكرية بالتحرك وتنفيذ المخطط، فإنها سوف تتفكك من تلقاء نفسها بعد شهر واحد، ولا تحتاج لشخص كي يفككها! فإن قدرة القيادة ونفوذها في جميع أجزاء هذه المجموعة هي التي تمدها بالحركة والنشاط المستمر وتحفظ روحها الجماعية. فعليكم أن تحذوا هذا الحذو؛ وأعني بذلك بأنكم لا بُدّ أن تنظموا العمل في هذه المجموعة على نحو يكون الحراك مستمراً، ولا يخطر على بال أحد أن يوماً ما يمكن أن تنحل هذه المجموعة أو تتشعب.[1]

قد ذكرت على نحو متكرر في ما يتعلق بمؤسسة الإمداد بأنه يمكننا القول أن هذه المؤسسة هي مؤسسة فريدة من نوعها؛ من جهة أن روح العمل وحقيقة العمل غالبة على الأشكال الظاهرية والتنسيق وأمور الموظفين والعمل الإداري؛ حتى بعد الثورة الإسلامية إننا لا نجد إلا القليل من الأجهزة الحكومية التي حذت حذو مؤسسة الإمداد. إن أصل القضية فيما يتعلق بمؤسسة الإمداد في الواقع هو العمل الذي يسعون لإنجازه؛ والميزانية التي تخصص لهم والإمكانات التي يتم توفيرها لهم، فإنها تصرف بأقل مقدار على مقدمات عملهم. في بعض الأحيان نجد في بعض المؤسسات الإنسانية أن مقدمات العمل يصرف عليها مصاريف أكثر مما يصرف على أصل العمل؛ السفر غير ضروري، السعي خلف جذب الأعضاء من غير باب الضرورة، التنسيقات العبثية، والتوسعات غير المجدية![2]


  • [1]– بيانات سماحته في عدد من أعضاء مؤسسة القلم الثقافية بتاريخ 8-11-1381هـ ش
  • 2- بيانات سماحته في عدد من أعضاء الشورى المركزية ومسؤولي جمعية إمداد الإمام الخميني (ق) بمناسبة تأسيس هذه المؤسسة بتاريخ 12-2-1370هـ ش
المصدر
العمل المؤسساتي في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟