مواضيع

موقف الجمهورية الإسلامية


وأخيراً فإنّ غرض أمريكا من إشاعة أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة قد انصاعت للتفاوض مع أمريكا والجلوس معها على مائدة المفاوضات، والتخلّي عن أقوالها وادّعاءاتها ضد الاستكبار هو أن تجني أكبر ما يمكن من فائدة وكانت هذه الضجة الإعلاميّة لهذا الغرض.

ولهذا السبب، بالرغم من تأكيد رئيس الجمهوريّة المحترم في المقابلة التي أجريت معه على أنّنا لا نتفاوض ولا حاجة لنا للتفاوض، نراهم اعتبروا كلامه ذلك مقدّمة للتفاوض ودليلاً على الرغبة بالتفاوض، بل قالوا: إنّهم قد جلسوا للتفاوض، وصرّح كلّ واحد منهم بكلام ما، وملأوا العالم ضجيجاً.

فإذا كان هذا هو هدف أمريكا وأجهزتها الدعائيّة من هذه الضجّة، فما هو موقفنا نحن؟ لقد صرّحنا بموقفنا مرّات عديدة، وهو ليس بالأمر الجديد. فقد صرّح به الإمام مرّات عديدة، ومن بعد الإمام أكّدناه نحن والمسؤولون، ومسؤولو السياسة الخارجيّة ومن يتحدّث ويعمل في هذا المجال، وكلامنا هو ذلك الكلام الرصين نفسه وهو ليس ممّا يقال اليوم وُيتراجع عنه في الغد، ومع هذا فإنّي أوضحه باختصار.

إنّ أي موقف مبدئي يراد اتّخاذه باسم الثورة وباسم نظام الجمهوريّة الإسلاميّة لابدّ وأن يكون قائماً على الدليل والمنطق؛ فنحن أهل منطق، وحكومتنا حكومة استدلال، وقوانيننا شرّعت على أساس الأدلّة، ومعارفنا أيضاً لها أدلّتها. وكذلك الحال في مواقفنا السياسيّة فإنّ لها أدلّتها أيضاً، وقد يبادر البعض إلى رفع شعارات فيما يتعلّق بهذه الأمور، ولا مانع من إطلاق مثل هذه الشعارات، إذ إنّ وراء هذا الشعار دليل وبرهان ومنطق وعقيدة دينيّة.

الركيزة الأساسيّة التي يقوم عليها هذا المنطق هي أوّلاً: المصالح الوطنيّة لهذا البلد، وثانياً: المبادئ والمعتقدات التي جاهد من أجلها الشعب الإيراني وقدّم في سبيلها الشهداء والجرحى، وصمد في سبيلها حتى استقطبت إليها أنظار شعوب العالم، إنّ مواقفنا خاضعة لهذه المعايير. إنّني ألخّص كلامي تحت ثلاثة عناوين موجزة، وأبدأ أوّلاً بالحديث عن الوضع الراهن وهو أنّ قطع العلاقات مع أمريكا جاء كنتيجة لسلوك أمريكا وكنتيجة لطبيعتها الإستكبارية، أو في الحقيقة نتيجة للظلم الذي لحق بالشعب الإيراني، هذا أوّلاً.

والثاني: إنّ التفاوض مع أمريكا وإقامة العلاقات معها، لا ينطوي على أيّة فائدة للشعب الإيراني.

وثالثًا: إنّ في المفاوضات والعلاقات مع أمريكا ضرر الشعب الإيراني.



المصدر
كتاب التحليل السياسي في فكر الإمام الخامنئي كتاب التحليل السياسي في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟