مواضيع

ترويج الفهم الخاطئ عن العدو في المجتمع هو خيانة

فيما خص تعريف الوحدة في البُعد السياسي، فليس من الواضح أنّ هذا النّوع من الوحدة سوف يتحقّق، لكنّ الوحدة حول المبادئ أمرٌ حقيقيٌّ ويجب القيام به. إنّ أهمّ عنصر يجب أن يحدث في موضوع الوحدة هو الوحدة حول العدوّ. عندما تكون في ساحة العدو، ثم يحدث فوضى في خطّك الأماميّ، حيث يصرخ أحدهم: هذا ليس العدوّ، إنّه صديق، بينما يقول الآخر يقول: لا، هذا هو العدوّ. عندها، ستحلّ النّكبة نفسها الّتي حلّت بجيش أمير المؤمنين  (ع) في معركة صفّين، عندما تمزّقت صفحة جيشه، ووُلد منها الخوارج. لقد وُلد الخوارج من مؤامرةٍ كهذه، حين طعنوا القرآن فيما حاولوا إظهار صورة جيدة لمعاوية وأدخلوا الكثيرين في الشك.

حسنًا، إذا جاء البعض الآن وقالوا كلّا أمريكا ليست العدوّ، فمن سيقول إنّ أمريكا عدوّنا؟! هذا سوء فهم! معرفة العدوّ ليست شيئاً سياسيّاً، معرفة العدو أمرٌ بحثيٌّ وتجريبيّ. إذا ذهب المرء ودرس تاريخ الأعداء وأداء العدوّ، فلن يخدعه العدوّ ولن يشكّ في عداوته.

لماذا لم يُقم أمير المؤمنين  (ع) صلحاً مع معاوية؟ لو عقد أمير المؤمنين  (ع) صلحاً مع معاوية، فقد أعطاه شرعيّة. ثمّ ماذا كان سيبقى من حكم أمير المؤمنين  (ع) وشرعيّته عندها؟ ربّما لم يكن أمير المؤمنين  (ع) ليستشهد، لكن ماذا كان سيبقى من الإسلام؟ إذا كان من هم في هذه المناصب وعلى هذه المنابر قد أعطوا عنواناً خاطئاً للمجتمع ورفعوا صوتين للتعريف عن العدوّ، فاعلموا أنّهم يرتكبون الخيانة. إنّ التّحالف مع العدوّ هو أبشع أنواع الخيانة، وإنّ ترويج الفهم الخاطئ عن العدو في المجتمع هو خيانة، وتدمير حساسية المجتمع تجاه العدوّ، والتّهدئة، وخلق الانقسامات في صفوف الأمّة هو خيانة.[1]


  • [1] خطاب الحاج قاسم في مؤتمر شهداء غيلان.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟