هل كان جيل الدّفاع المقدّس جيلاً مميّزاً؟
استطاع جيش ثار الله -الّذي كان تأسيسه تأسيساً إلهيّاً[1] وأتمنّى أن يكون من جيوش الإمام المهديّ (عج) ويكون شهداؤنا من أصحاب ذلك الإمام يحاربون الكفر في ركابه ويحيون الحكومة الإلهيّة الموعودة- أن يربّي جيلاً عظيماً خلال عمليّات الدفاع المقدس. لقد رأيتم أحيانًا في المجتمع أنّ أشخاصاً جيّدين يدخلون الهيكليات والتنظيمات، لكن بعد فترةٍ يتغيّرون ويتبدّلون، وتظهر لديهم سلسلةٌ من الانحطاط والانحراف. لقد رأينا واختبرنا مرّاتٍ عديدةٍ في حياتنا أشخاصاً من ذوي الدّوافع العظيمة والسّامية يدخلون تنظيماً بروحٍ طاهرةٍ، ولكن بعد فترة يغيّرون وجوههم ويتبدّلون ثمّ يتفكّكون ويقعون في المشاكل. هل يختلف جيل اليوم الّذي يدخل في جزءٍ من تشكيلاتنا عن جيل الحرب؟ هل كان جيل الدّفاع المقدّس جيلاً مميّزاً؟
في بعض جوانب جيل اليوم، هناك ولاءٌ أكبر من ذلك الّذي كان لدى جيل الدّفاع المقدّس، وإدراك هذا الجيل هي أعظم من إدراكنا عند دخولنا إلى الجبهة، والقدرة الرّوحيّة له أكبر ممّا كانت عليه في الفترة السّابقة، لكنّنا في الوقت ذاته لا نرى جوّ الجبهة ذلك في التّشكيلات القائمة اليوم، لماذا؟
ما الذي حدث على جبهاتنا وجعل أولادنا يكبرون هكذا؟ وصل بعض الأشخاص، الموجودة صورهم في هذا الجمع، على الجبهات إلى مرحلة اليقين، نحن نعتقد أنّ السّبب الرّئيسي موجودٌ في الجبهة.[2]
قبل عمليّة طريق القدس، التقى بـ«قاسم سليماني»، الّذي كان في ذلك الوقت يقود كتيبتين من مقاتلي كرمان الموجودين خلال العملية، واعتبره الشّخص المناسب لتشكيل الوحدة القتاليّة لمحافظة كرمان، وفي كانون الثاني 1981، دعا الحاج قاسم من جبهة شوشة إلى ثكنات الجولف.
سلّم باقري محور العمليّات في «بئر النّفط» لسليماني وكان قد تمّ تكليفه مواجهة العدوّ على جبهة دشت عباّس رفقة مقاتلي كرمان.
بعد تحديد المحور العمليّاتيّ لمقاتلي المحافظة، توجه سليماني إلى كرمان، لأنّ الحاج قاسم كان القائد الوحيد الذي لم يكن لديه قوّة يقودها في المنطقة، لذلك قرّر سليماني الاستفادة القصوى من الوقت لجمع الفريق والقوّة القتاليّة وتأمين المقوّمات المطلوبة. لم يتحدّث حسن باقري مباشرة مع سليماني عن تشكيل لواء كرمان المستقلّ، لكنّه كان يأمل أنّه من خلال تنظيم مقاتلي المحافظة، سيكون قادراً على تحقيق حلم تشكيل لواء كرمان الّذي كان يدور في ذهنه لعدّة أشهر، حتّى لا تبقى قوّات كرمان مبعثرةً في مختلف نقاط الجبهة.
600 مقاتل وسيّارتين باليتَين
عُقد يوم الاثنين في 26 شباط 1981 اجتماعٌ في ثكنة القدس في كرمان بدعوةٍ من سليماني، وكان المشاركون في الاجتماع هم نفس الأشخاص الّذين شاركوا سابقًا بشكلٍ خاصٍّ في تشكيل اللّواء. عندما انتهى الاجتماع، كان لمقاتلي كرمان وهرمزگان وسيستان وبلوشستان وحدةً قتاليّةً مستقلةً بشكلٍ غير رسميّ، وعلى الرّغم من عدم اختيار اسمٍ لها بعد، كانوا على يقينٍ من أنّه من الآن فصاعداً، بعد مغادرتهم إلى الأهواز، لن يكونوا مجموعاتٍ متفرّقةً مشتّتةٍ في مناطق مختلفةٍ من الجبهة.
وهكذا انطلق اللّواء القتاليّ الأوّل لحرس الثّورة الإسلامية في المنطقة الجنوبيّة الشّرقيّة من البلاد، والّذي كان قد بدأ باقتراحٍ شفهيٍّ من حسن باقري لقاسم سليماني، لتولّي جبهة بئر النفط في نهاية يوم الاثنين 26 فبراير 1981، بحضور مجموعةٍ محدودةٍ في إحدى الغرف في ثكنة القدس بكرمان، وتمّ اختيار وتقديم قائدٍ للّواء ونائبٍ له وعددٍ من المسؤولين. لكنّه كان لا يزال يفتقر للاسم والمقوّمات والعديد. حتّى بعد أسبوع، لم يكن لدى اللّواء المشكّل حديثاً سوى 600 مقاتل جاهزٍ للقتال ومركبتين باليتَين.
عمليّات فرقة ثار الله 41
من العمليّات الّتي شاركت فيها فرقة ثار الله 41: ميمك (عمار 3) (9 أيلول 1985)، نصر 4، أم الحسنين (ع) (15 آذار1982)، والفجر 10، بيت المقدس 7 (12 حزيران 1988)، اللّعبة الطّويلة 2 (رجائي-باهنر) (2 أيلول 1981)، كربلاء5، كربلاء 10، كربلاء 4، كربلاء 1، والفجر 8، بدر، خيبر، والفجر 4، والفجر 3، والفجر 1، عمليات والفجر الأولى، رمضان، بيت المقدس، الفتح المبين، طريق القدس.
كيف سُميّ جيش «ثار الله»؟
يقول الحاج قاسم سليماني عن اختيار اسم«ثار الله» للواء كرمان: أخذت كلمة ثار الله من خطّ ثار الله في شوش، كانت كلمةً مباركةً وقيّمةً للغاية. طبعاً فإن الأخوة الّذين سيطروا على الجبهات المختلفة وقاموا بتنظيم الجبهة عسكريّاً، كلٌّ منهم قام باختيار اسماً، كما اخترنا نحن كلمة «ثار الله» المباركة والطّاهرة لشباب كرمان.
- [1] كان الشّهيد «حسن باقري»، بالإضافة إلى عبقريّته الخارقة في حلّ قضايا الاستخبارات والعمليّات الحربيّة الرّئيسيّة، ماهراً في اكتشاف وإدخال مواهب جديدةٍ تملك المؤهّلات اللّازمة وقادرة على تحمّل مسؤوليّة الوحدات القتاليّة المنشأة حديثًاً في الحرس الثّوريّ الإيرانيّ.
- [2] خطاب الحاج قاسم سليماني في المؤتمر العاشر لتحيّة شهداء محافظة كرمان.