لم يكن الشّهيد الله دادي يسعى لطلب الشّهرة
كان الشّهيد الله دادي[1] أحد مؤسّسي تعبئة ثار الله في محافظة كرمان، كما قدّم خدماتٍ مهمّةٍ في فيلق الغدير في محافظة يزد؛ وبهذا الشّكل فقد أصبح اللّواء القتاليّ لهذه المحافظة معروفاً باسم «مدرسة الغدير» بفضل تأثير شخصيّة هذا الشّهيد وإنجازاته.
إحدى المميّزات الّتي كنت أعرفها عن الشّهيد الله دادي أنّه على الرّغم من كلّ مسؤوليّاته الاجتماعيّة والعسكريّة، لم يسعى مطلقاً للشّهرة.
إنّ الولاية والتّديّن لدى الشّهيد الله دادي جعلته أسوةً مثاليّةً، فهو الشّخص الّذي لم يتأثّر قلبه أبداً بالمناصب المادّيّة الدّنيويّة، ولم تدفع ذلك الأخ العزيز للتّقاعد عن متابعة الطّريق الّذي سلكه لأكثر من 30 عاماً، أي الشّهادة في سبيل الله.
[1] كان الجنرال الله دادي يقول: «تلقّيتُ أمر مسؤوليّتي أثناء الحرب من الحاج قاسم سليماني شخصيّاً عبر اللّاسلكيّ. فعندما استشهد الشهيد زندي قائد كتيبة العتاد لفرقة ثار الله خلال عمليات (كربلاء 5) ووصل الخبر إلى الحاج قاسم، قال لي عبر اللّاسلكي: «تولّى القيادة».
كان يقول الشّهيد الله دادي دائماً: «أنا لست معنيّاً بمراسم الاستلام والتسليم، فعلي فقط تنفيذ الأمر وتحمّل المسؤوليّة الّتي كُلّفتُ بها في عمليّات (كربلاء 5) بطريقةٍ جيّدة، يجب أن أحترم هذه القداسة وأحافظ عليها ويجب أن أطيع قائدي دائماً». كان الحاج علي مهتمّاً جدّاً بقادته كما كان ولائيّاً ويعمل حسب أوامرهم.
كان الشّهيد الله دادي يحبّ الفريق قاسم سليماني كثيراً وكان يقول: «أخبرني الفريق سليماني: إنّني سعيدٌ بوجود العديد من الأشخاص في حرس الثّورة الإسلامية وخاصّةً وجود شخصين اثنين، أحدهما أحمد كاظمي الّذي استشهد والآخر هو أنت يا عزيزي».
كان الشّهيد الله دادي يقول دائماً: «لا يهمّني العالم كلّه بقدر ما يهمّني أن أعمل بطريقةٍ لا ييأس فيها قائدي، بل تسعده حتّى النّهاية». للإنصاف، لقد رأينا جميعاً رضا القائد عن جنديّه. دخل الحاج قاسم سليماني إلى قبر الشّهيد الله دادي خلال مراسم الدّفن، فنشر راية الإمام الحسين (ع) ثمّ أدخل جثمان الشّهيد إلى القبر، كما وضع عباءة السيد حسن نصر الله فوق جسده وتربة الإمام الحسين (ع) في القبر وقرأ زيارة عاشوراء.
شاهدنا لعبة العشق بين القائد والمطيع له. كان الحاج علي يصف أيّام وجوده في سوريا بحماسٍ وشغفٍ ويقول: «لقد استطعنا تأسيس التّعبئة العالمية التي كان الإمام الخميني(قدس سره) يدعو لإنشائها على الدوام».
تعليق واحد