مواضيع

الهجرةُ في سبيل الله كالشّهادة

كلّ من يحضر هذا التّجمّع هو مُكرَّم، والسّبب أنّ لديكم ميّزةٌ وهي أنّكم هاجرتم إلى الله أوّلاً. الهجرة في سبيل الله في نفسها هي عملٌ عظيم، حيث أنّ الإنسان إذا مات خلالها ماتَ شهيداً. ومن يهاجر إلى الله، حتّى لو لم يستشهد في أرض المعركة، فهو شهيد.

الملاحظة الثّانية هي أنّكم مجاهدون وأتيتم من أجل الجهاد، وهذا له أجرٌ عظيمٌ لا يستطيع أحدٌ تثمينه. قال أمير المؤمنين  (ع): «الجهاد بابٌ من أبواب الجنّة، فتحَه الله لخاصّة أوليائه»، ولدينا الكثير من هذه المعاني في الأحاديث والرّوايات، حتّى إنّ أمير المؤمنين  (ع) بكى عندما عاد من معركة أحُد على الرّغم من كلّ الجراحات، وهذا دليلٌ على الفضيلة العظيمة والنتيجة المهمّة للجهاد. مع أنّ أمير المؤمنين  (ع) كان معصوماً، إلّا أنّ بشرى الشّهادة الّتي زفّها له رسول الله  (ص) جعلته سعيداً، لذلك كانت جملة «فزتُ وربّ الكعبة» الجملة الأخيرة الّتي قالها الإمام عليّ  (ع) بعد أن ضُربَ على رأسه. حسناً، هذا هو الطّريق والميدان الّذي وضعتم أقدامكم فيه. الهدف واضحٌ بالنّسبة لكم. من المهمّ جدّاً إذا أراد الإنسان القيام بعملٍ ما ووَضَع في سبيل ذلك أجمل وأغلى ما يملك هو أن يكون هذا العمل الذي يضعه ذا قيمةٍ.

إن لم يكن للعمل قيمة، لا يمكن بذلُ كلّ غالٍ ونفيسٍ من أجله. الإنسان يقدّم الأغلى من أجل الهدف الغالي، ولأنّ القضيّة مهمّةٌ جدّاً، قَبلتُم أن تأتوا إلى هنا وتقدّموا التّضحيات. أنتم تضحّون برؤوسكم وأيديكم وأرجلكم وكلّ وجودكم، وهذا واضحٌ من خلال بعض الأخوة الّذين جُرحوا ورفضوا ترك هذا المكان ويعشقون التّواجد فيه![1]


  • [1] خطاب الحاج قاسم في جمعٍ من مدافعي الحرم في سوريا
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟