مواضيع

قلتُ لنفسي: «ليتَ الإمام لم يقُل هذا الكلام!»

في معركة الخندق، اعتبر نبيّ الإسلام برؤيته الحكيمة أنّ حفر الخندق سيكون مفيداً. وعندما كان الجوع يضغط على الناس، كان النبي الأكرم يربط حجَراً على بطنه حتى لا يدبّ اليأس فيهم. ولمّا كانوا محاصرين، شرعوا بحفر الخندق باستخدام الوسائل التي كانت متاحة حينها، وكانت تندلع شرارات عند اصطدامهم هذه الوسائل بالصخر، فيرى النبي الأكرم ذلك ويرفع نداء «الله أكبر» ثلاث مرات. تكررت هذه الحادثة ثلاث مرات وفي جميعها كان النبي يرفع نداء «الله أكبر». عند ذلك قال النبي: «رأيت فتح كسرى والروم والشام في هذا النور». لم يلتفت المسلمون لكلام الرسول بسبب جوعهم، إلّا أنّ النّبيّ لاحظ مستقبل الإسلام في ذلك النور بواسطة إيمانه وتقواه.

عند اندلاع حرب 33 يوم في لبنان، التقيت الإمام القائد وكان من ضمن توصياته التي قالها لي: «هذه الحرب كحرب الخندق، سيكون في نهايتها نصرٌ كبيرٌ لمحور المقاومة.» قلتُ لنفسي: «ليتَ الإمام لم يقُل هذا الكلام!» لم يكن لدى السيد حسن نصر الله والحاج عماد مغنية وأنا أيّ أملٍ في هذا النصر. ثمّ قال لي كلاماً عجيباً آخر: «لديّ إحساسٌ بأنّ إسرائيل كانت تنوي توجيه ضربةٍ مفاجئةٍ لحزب الله، إلّا أنّ قيامَه بأَسر الجنديّين الإسرائيليّين منَعَ هذا الهجوم المُباغت».

عندما كنت في تلك المنطقة، لم يكن يملك السيد حسن نصر الله أو المجاهدون هذه المعلومات. ثمّ قال: «قُل لهم أن يقرأوا دعاء الجوشن الصغير». دعاء الجوشن الصغير دعاءٌ مليءٌ بالمعاني إلّا أنّه ليس معروفاً بعكس دعاء الجوشن الكبير الذي يُقرأ في ليالي القدر. وأضاف: «أوصيتُ بقراءة دعاء الجوشن الصغير لأنّ الإنسان عندما يكون في ضيق وعجز بحيث ليس لديه ملاذ، وإذا أراد التكلم مع الله في قمّة المصائب والمشاكل، فهذا الدعاء هو الأفضل.» ثمّ رجعتُ وأبلغتُ هذه التوصيات للسيد حسن نصر الله.[1]


  • [1] خطاب الحاج قاسم خلال لقائه مع أبناء الشهداء في كرمان
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟