اصطحبني ذات مرّة إلى غرفة عملياته
بقي الحاج عماد شخصية تلاحقها كل أجهزة المخابرات الغربية وبعض الأجهزة العربية بالتنسيق مع العدو الإسرائيلي على مدى 25 عاماً لكن بدون نتيجة. كانوا يعرفونه جيداً.
امتلك الشهيد مغنية شخصية عجيبة بحيث كان يدخل بيوت خصوم حزب الله والبعيدين عن فكره ويناقشهم. كان يسعى لإقناعهم بالتحالف مع حزب الله، وعندما كانت محاولته لا تنجح كان يقول: أنا لست رضوان، أنا عماد مغنية! وكان الجميع عندها يقومون بعملهم على أكمل وجه. في حين كان الكثيرون يقصدون أماكن معيّنة بدعم أمني كبير وبرفقة أجهزة حماية ضخمة، كان عماد يذهب إليها فريداً ويجري نقاشاته ثمّ يخرج منها بدون جلبة. لقد منحوه لقباً دقيقاً عندما قالوا بأنّه كان يهبط كالسيف والبرق ويختفي كالشبح.
كان يعتقد الحاج رضوان بأنّ إخضاع العدو يستدعي إحياءَ وتضافر كلّ القدرات الجهادية في العالم الإسلامي. كان عماد مغنية الشخص الذي ربط الحركات الفلسطينية بمركز المقاومة وأوّل من أحضر ياسر عرفات إلى إيران. لقد رفع من قدرات حركة حماس وفعّل عمل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهذا العمل حوّل غزة إلى حصنٍ لا يُقهَر. إنّ غزّة ولبنان اليوم مصدر القلق الدائم لإسرائيل وكما قيل «كلّ صاروخ يتم إطلاقه من غزة، يمكن رؤية بصمة عماد مغنية عليه.»
اصطحبني ذات مرة معه إلى غرفة عملياته وأراني المبنى المقابل وقال: «يراقبني فريق باستمرار عبر الكاميرا من هذا المبنى!» كان يُجاري عدوّه إلى نقطة يقضي فيها عليه مع كل قدراته وتجهيزاته. حاول الأمريكيون والإسرائيليون اغتياله عدة مرات لكن محاولاتهم باءت بالفشل مرارًا.
لم يكتفِ بالمساعدة على انهيار حزب البعث في لبنان فحسب، بل ساهم بالقضاء عليه في العراق أيضاً وقدّم المساعدة للمجاهدين العراقيين.[1]
- [1] خطاب الحاج قاسم في الذكرى السنوية للشهيد مغنية