إطلاق الصّاروخ بالتّزامن مع خطاب السيد حسن
من أهمّ الخطوات التي كان يقوم بها سلاح البحرية الإسرائيلية خلال كل الحروب السابقة قطع الطريق التي تربط العاصمة بيروت بالجنوب اللبناني، وذلك من أجل قطع خطوط الإمداد ليتمكّن من السيطرة على مجريات الحرب بسرعة. لو تابعتم كلّ الحروب اللبنانية لتمكّنتم من ملاحظة الدور الدقيق لسلاح البحرية الإسرائيلية. وجّه الشهيد عماد مغنية خلال حرب 33 يوم ضربة قاضية للعدو الإسرائيلي. العجيب في هذه الضربة أنها حصلت أثناء خطاب الأمين العام لحزب الله وتحديداً عند قوله: «انظروا الآن»، عندما رُميت البارجة الحربية الإسرائيلية[1] بصاروخ أدّى إلى تدميرها وإخراج سلاح البحرية من معادلة الحرب[2].
استطاع حزب الله إصابة واحدة من بوارج (ساعر5) الثلاث يوم 14 تموز 2006 في اليوم الثالث من حرب 33 يوم. كان بحوزة الجيش الإسرائيلي حينها 3 بوارج من نوع (ساعر5): INS Hanit, INS Lahav, INS Eilat، وكانت البارجة (حانيت) أحدث وأفضل هذه البوارج.
نتجت عن هذه الضربة موجة سلبية في نفوس القوات الإسرائيلية مقابل موجة من الفرح والحماس في صفوف المقاومين.
تمكن حزب الله خلال هذه الحرب من إصابة بارجة أخرى عبر صاروخ (كروز) إلّا أنّ الجيش الإسرائيلي لم يعترف بذلك حتى اليوم.
تحدث السيد حسن نصر الله خلال مقابلة معه عن تفاصيل خطابه أثناء إطلاق الصاروخ نحو البارجة الإسرائيلية وقال: «كنت في الضاحية لحظة ضرب البارجة (ساعر) في البحر المتوسط. كنّا قد وعدنا بمفاجئات خلال الحرب وكانت هذه العملية واحدة منها. كانت هذه العملية معقدة جداً من الناحية التقنية والتنفيذية، وقد تمكّن المجاهدون من تنفيذها. انتظرت كثيراً قبل ذلك الخطاب، ووعدت خلاله بالمفاجآت، وفي نهايته، أتى أحد الأخوة وأخبرني بإنجاز العملية. لقد أعلنت عن هذه العملية مباشرة على الهواء.»
- [1] شكّل تدمير البارجة الحربية (ساعر) واحداً من أهمّ أحداث حرب 33 يوم. ما زاد حيرة الإسرائيليين والأمريكيين هو كيفية توجيه هذه الضربة، مكان إطلاق الصّاروخ، طبيعة السلاح المستخدَم، وكيف أنّ أجهزة الرصد المتطورة التي كانت على متن البارجة لم تظهر شيئاً حينها.
- [2] خطاب الحاج قاسم في الذكرى السنوية للشهيد مغنية
تعليق واحد