مواضيع

محور المقاومة

في إيران آلاف التنظيمات التي تُشبه حزب الله في لبنان

يجب علينا إدراك العوامل التي أوجدت تلك الثقافة ومعرفة الشخصيات العظيمة التي تواجدت سابقا في الجبهات كي نتمكن اليوم من ترويجها في المجتمع.

في جزء من أبعاد الجيل الحالي، هناك ولاء أكبر من ذلك الذي كان متواجدا لدى جيل الدفاع المقدس، كما أن معارفهم هي أكبر من تلك التي كانت لدينا عند انخراطنا في الجبهات. وفي نفس الوقت، نفتقد لروحية الجبهات، التي كانت سائدة في السابق، في تشكيلات اليوم؛ لماذا؟

ماذا حصل في جبهاتنا حتّى أصبح نموّ أبنائنا على هذا الشكل؟ في الجبهات، وصل بعض الأشخاص -الذين نرى صورهم بيننا هنا- إلى مرحلة اليقين. ونحن نُدرك السبب الرئيسي لهذا من خلال الجبهة.

الشيء الذي أبقى أعدائنا اليوم في شك جدي وعميق حيال الإقدام على استهداف بلدنا ليس الموقف السياسي، ولا نظرتهم للعالم، بل إن الشيء الذي ردع أعدائنا حتّى اليوم هو الثماني سنوات من تاريخ الدفاع المقدس ومواضيع أخرى يُدركها العدو جيداً. نحن لا نقول أبداً أنّ عدوّنا لن يستهدف بلدنا، فهو قد يُقدم على ارتكاب حركة خاطئة؛ لكنّنا حاضرون وجاهزون له وأيّ ضربة يريد توجيهها للجمهورية الإسلامية سيكون مصيرها الفشل.

لم يعش عدوّنا حرباً أصعب وأشدّ من حرب 33 يوماً[1] في لبنان ولم يكن هناك عدو أكثر تطوراً من العدو الإسرائيليّ. لقد تفاجئوا بأنّ أقوى جيش في المنطقة قد وقع بيد فئة صغيرة اسمها حزب الله وقد ألحقت هذه الفئة هزيمة مُدويّة بهذا الجيش. وفي إيران آلاف التنظيمات التي تُشبه حزب الله في لبنان وينضوي تحت لوائها ملايين العناصر كعناصر حزب الله.[2]

كان عليكم أن تذهبوا لرؤية جنوب لبنان

كان الشهيد شاطري[3] قدوةً ومثالاً أخلاقياً وسلوكياً؛ فعندما ذهب بفكره إلى لبنان، استطاع أن يُبدّل عبر سلوكه الخاص من الوجه المأساوي للأنقاض والدّمار. لا أعتقد أنّ أحداً استطاع مجاراة الشهيد شاطري في نشر الدّين.

أنتم لا تستطيعون منحه ميدالية فهو أعظم شأنًا من مسألة السيطرة على تلّة أو استرجاع منطقة أو محور ما. لقد استحوذ على القلوب عبر أفعاله الصادقة وأخلاقه الحميدة، فتجلّت عظمته برحيله. عندها، كان عليكم الذهاب لرؤية جنوب لبنان.

تحرير خرمشهر نموذج لمحور المقاومة

قد لا يوجد أحد يؤمن بأنّ ما جرى في فلسطين ولبنان كان نتيجة خبرة سابقة وتجربة ناجحة. هناك أمثلة حيّة على هذه المجريات ومنها انسحاب العدو الإسرائيلي من جنوب لبنان ومن غزة، والتي استفادت من تجربة الحرب التي فرضت علينا والتي أصبحت نهراً غزيراً عظيماً يتدفّق نحو جميع تيّاراتنا ويروي جميع منازلنا.

من يستطيع أن يُنكر أنّ سلسة الأحداث هذه التي بدأت من خرمشهر ووصلت إلى جنوب لبنان وبعدها إلى الداخل الفلسطيني وعلى الحدود المصرية لم تؤدّ إلى استنهاض الشعوب؟ لقد تحررت خرمشهر في العام 1982 ونحن اليوم أمام انتصارات أكبر خارج الحدود.[4]

حزب الله هو المولود المبارك للثورة الإسلامية

حدثت التحولات الأساسية في المنطقة خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة على محاور ثلاثة: فلسطين، العراق ولبنان. كانت إنجازات الجمهورية الإسلامية ودورها المؤثر في هذه المحاور واقعٌ اعترفَ به الأعداء. إنّ نجاح سيادة الشّعب في أيّ نقطة من العالم الإسلامي سيكون من مصلحة الجمهورية الإسلامية وسيوجّه ضررًا للغرب.

إنّ الإنتصارين المباشرين لحزب الله في لبنان عند تحرير الجنوب من الإحتلال الإسرائيلي عام 2000 وفي حرب 33 يوم ضد العدو الإسرائيلي يدلّان على قدرة وقوة هذا الحزب وهو المولود المبارك للثورة الإسلامية. كذلك فقد ألحق المجاهدون الفلسطينيون وشعب غزة المضحي الهزيمة بالإسرائيليين خلال حربَي الأيّام الثمانية و22 يوماً ببركة المساعدات المؤثرة للجمهورية الإسلامية، وهذا يدل على المكانة الرفيعة التي تحظى بها الجمهورية الإسلامية في المنطقة. لقد تحققت هذه المكانة الدينية والسياسية العظيمة بأقلّ تكلفة وضمن إطار المصالح الوطنية.


في هذه الحرب، كانت المرة الأولى التي يتخطى فيها عدد قتلى الجيش الإسرائيلي عدد شهداء الطرف المقابل بحيث خسرت إسرائيل 117 جندياً وضابطاً في مقابل 74 شهيداً في صفوف حزب الله. وهذا عكس ما حصل خلال حرب الأيّام السّتّ عام 1967 ضد بعض البلدان العربية كالأردن وسوريا ومصر حيث خسر الجيش الإسرائيلي 16 جندياً فقط.

ذكرت مصادر الجيش الإسرائيلي أنّ 245 جندياً في صفوفه أصيبوا بأمراض نفسية بسبب الصدمات التي تعرضوا لها خلال حرب تموز 2006.

لم يستطع سلاح الجو الإسرائيلي خلال حرب تموز 2006 من تحقيق حتّى إنجاز واحد، وقد استمر خلال المعارك بتدمير البنية التحتية وقصف البيوت والأبنية دون أي نتيجةٍ ميدانية. واعتُبر تدمير مروحيتين إسرائيليتين خلال هذه الحرب قمّة عجز سلاح الجو الإسرائيلي.

حاولت فرق الكوموندوس الإسرائيلية خلال الحرب توجيه ضربات لقوات حزب الله من خلال عمليات إنزال خلف الخطوط الدفاعية للحزب إلّا أنّ كلّ المحاولات باءت بالفشل وكان ضمنها عملية لمحاولة أسر الشيخ محمد يزبك ممثل السيد حسن نصر الله في بعلبك.

اعتمد الجيش الإسرائيلي أسلوب الحرب عن بُعد حيث أمطرت طائراته مختلف المناطق اللبنانية بالصواريخ عبر أكثر من 15 ألف غارة وبقي سلاح البحر الإسرائيلي مدة 8 آلاف ساعة حاضراً في مقابل الساحل اللبناني بهدف تضييق الحصار والخناق. كما وأطلق سلاح البر الإسرائيلي أكثر من 2500 قذيفة هاون نحو الأراضي اللبنانية.

كانت قيادة قسم الهندسة في فيلق القدس آخر مسؤوليات المهندس حسن شاطري المعروف باسم (حسام خوش نويس). أصبح رئيس لجنة إعادة الإعمار في لبنان بعد حرب 33 يوم عام 2006. لم تقتصر مسؤوليته على إعادة الإعمار في المناطق الشيعية فحسب، بل وسّع دائرة عمله لتشمل إعادة إعمار الكنائس المسيحية ومساجد أهل السنة. كما ساهم في إعادة إعمار وترميم الجسور والطرق والأماكن الدينية والثقافية التي تضررت جراء الحرب. يُذكر أنّ الشهيد شاطري تولى أيضاً مسؤولية المشاريع العمرانية في أفغانستان. استشهد حسن شاطري على طريق دمشق بيروت بغارة إجرامية إسرائيلية.

  • [1] عُرفت حرب إسرائيل وأميركا ضد لبنان عام 2006 بحرب تموز وحرب لبنان الثانية وقد بدأت يوم 12 تموز 2006 بين جيش العدو الإسرائيلي ومجموعات حزب الله على الحدود اللبنانية الفلسطينية وانتهت بتاريخ 14 آب 2006 تنفيذًا للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
  • [2] خطاب الحاج قاسم سليمانى في المؤتمر العاشر لشهداء محافظة كرمان
  • [3] ولد حسن شاطري في تموز 1962 من عائلة متدينة في سمنان. نظراً لإمكانياته الكبيرة فقد تولّى مهام عديدة منها: قائد كتيبة عام 1981، مسؤول الخدمات والعمليات في معسكر حمزة سيد الشهداء عام 1983، مسؤول الخدمات والعمليات ورئيس أركان كتيبة سردشت عام 1984، مسؤول العمليات في سردشت بين عامي 1985 و1987، قائد الهندسة في معسكر حمزة سيد الشهداء عام 1988 وكذلك قائد الهندسة في فيلق أصفهان.
  •  [4]خطاب الفريق سليماني في جلسة علنية لمجلس الشورى الإسلامي
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟