لطالما كنتُ أقول: جُعلتُ فِداكَ يا أحمد!
كنت أنا وأحمد كاظمي أصدقاء مقرّبين للغاية. لا أعرف ما إذا كنتُ أحببتُ أحمد أكثر أو هو أحبّني أكثر. كان دائماً في ذهني أنّه ليتني أستطيع أن أثبت لأحمد بطريقةٍ ما مدى حبّي له. فكّرت في نفسي أنّ أفضل شيءٍ لإثبات هذا الحبّ والصّداقة، هو أن أقدّم له إحدى كُليتَي يوماً ما على سبيل المثال؛ فأنا أملك من كلّ شيءٍ اثنين، فأعطي واحدةً لأحمد. عندما كان أحمد حيّ بيننا، كان هو محور حياتنا كلّها، وكلّ شيءٍ نستمتع به في هذه الحياة. كنا نرى باكري، خرّازي، زين الدّين وهمّت في وجه أحمد. كنّا نرى الكثير من الشّهداء في وجه أحمد. عندما تفقد شخصاً هو كلّ ذكرياتك وخواطرك، فهذه ليست خسارةً طبيعيّةً. كان أحمد يذكّرنا بكلّ الذّكريات والخواطر. لقد أشعل أحمد النّارَ بنا جميعاً عندما رحل.
الجمع الّذي كان أحمد يحضر فيه كنت تفوح من طهارةٍ من نوع آخر، والجلسة الّتي كان يجلس فيها، كان لها رونقٌ خاصٌّ. نشعر الآن بِرُكودِ مجالِسنا بشكلٍ واضحٍ؛ لذلك فإنّ رحيل أحمد ليس طبيعيّاً بالنّسبة لنا.
لطالما كنتُ أقول لأحمد: «ليت ما يؤلمك يؤلم رأسي! جُعلتُ فِداكَ يا أحمد!». هذا ما كنتُ أقوله لأحمد. أسأل الله أن يلحقني بأحمد في أسرع وقتٍ ممكن! نحن نعتبر أنفسنا جديرين بهذه الرّعاية. إذا أردتُ أن أكتب له رسالةً، سأكتب ذلك أيضاً أي (خُذني إليك ولا تتركني وحيداً)!
هل تصدّقون أنّني أغبط أحمد؟! فأنا على استعداد لأقدّمُ عمري كلّه؛ مقابل أن أسمع صوته مرّةً أخرى.[1]
- [1] مقابلة الحاج قاسم في برنامج رواية الفتح.
تعليق واحد