مواضيع

تخيّلوا مئات الرّصاصات تسقط على رأس شخصٍ في اللّيل!

كان صبره ومرونته نموذجاً مثاليّاً حقّاً. كان بعض الشّباب ثابتين بقوّة، كعلي شفيعي، والحاج أكبر بختياري والحاج يونس. وأي أشخاص آخرين لم يكونوا لتحملوا ما تحمّلوه هؤلاء الشباب تحت نيران العدوّ الشديدة. تخيّلوا مئات الرّصاصات تنهمر فوق رأس شخصٍ في اللّيل، هذا الواقع يقضي على معنويّاتِ أيّ إنسان؛ لكنّ الحاج يونس كان يبدو أكثر سعادةً وقوّةً مع تفاقم الأوضاع.

استغرقت عمليّة «والفجر 8» بضعة أشهرٍ لقد مکث على الجبهة هناك طوال الوقت؛ ولم يعد إلى الأهواز لأخذ قسطٍ من الراحة أو أخذ حمام دافئ…

في بعض الأزمات، يجب أن يكون القائد حاضراً أو يرسل ممثّلاً يتمتًع بسلطةٍ عاليةٍ في اتّخاذ القرار ومقبولٌ أيضًا لدى القوّات. أي أنّ القوّات يجب أن تعرفه وتعلم أنّه رجل عملٍ ولديه القدرة على إخراجهم من الأزمة. كان الحاج يونس من هؤلاء.

على سبيل المثال، في عمليّة كربلاء 3، عندما كان الوضع حرجاً؛ وبما أنّه لم يكن من الممكن حدوث تقدّمٍ إضافيٍّ بحیث توقّفت القوّات تماماً وكان العدوّ يطلق النّار على رؤوسهم من جميع الجهات، رفع الحاج يونس رأسه مرّةً واحدةً وسط كثافة النّيران فی حین لم یکن يجرؤ إلّا القليلین على رفع رؤوسهم، ووضع العارضة على ارتفاعٍ وكان يفتح الطّريق برماياته أمام الأخوة للتّقدّم. هذا لا يحتاج إلى قلب أَسدٍ فحسب، بل کان يُظهر أيضاً حماس الحاج الّذي لا يسمح بضياع ما تمّ تحقيقه؛ حتى لو على حساب حياته وروحه.[1]


  • [1] من كلام الحاج قاسم سليماني عن الشّهيد زنكي آبادي / مأخوذة من الكتاب «الظّهور».
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟