مواضيع

سيقولون مرة أخرى باكري!

إذا جمعت عشرات الآلاف من المقاتلين من الأقاليم الناطقة بالآذرية وسألتهم من كان أشجعكم في الجبهة؟، فسوف يجيبون باكري! إذا سألت من كان أكثر روحانيًا وأخلاقيًا منكم، فسيقولون مرة أخرى باكري! لطالما استوقفتني حقيقة غريبة عن الإخوة باكري (الشهيد باكري وإخوته). فقد كانوا ثلاثتهم مفقودين في الحرب. أحدهم استشهد قبل انتصار الثورة والآخران استشهدا في ساحة المعركة.[1]

أضاع شقيقه ودائما ما كان يستخدم كلمة «آغا مهدي». وبعد التعرف على العملية، قال حميد لشقيقه: لا يمكن ذلك. لكن إذا قلت أنه يمكننا فعل هذا فسنكون تحت أمرك ونستطيع القيام بذلك وقد كان يتصرف دائمًا بطريقة لا يظن أحد أنه شقيق مهدي باكري؛ والمثير للدهشة أن كلاهما مفقود ولم يتم العثور عليهما بعد، وهذه حكمة إلهية.

كان حميد شقيق مهدي مناضلا قبل الثورة. بقي جسده على الجانب الآخر من جسر الشيطات. قام شباب إجلاء الشهداء وحثوا «آغا مهدي» على إعادة جثمان حميد، ولم يكن آنذاك ذلك الأمر بادياً على وجهه، لم أكن أعرف أن أخاه استشهد، فشهادة الأخ ليست أمراً هيّناً وسهلا بل هي أمر تكسر الظهر وتحنيه. أتيت إلى السيد مهدي وقلت أنه يمكننا إحضار جثة حميد. فقال: قال إنك إذا أحضرتم جثث الشهداء الآخرين، أحضروا جثمان حميد أيضًا.

لذلك فإن قائدًا مثل «آغا مهدي باكري» یجب أن مرجعاً لشعبنا مثل تمام کما یرجع الناس فی مسائلهم إلى الفقيه. هؤلاء الشهداء هم مصدر للفخر. تزخر حربنا بنماذج مثل هذه القمم الشامخة.[2]


ولد علي باكري عام 1953 في مدينة «ميان دو آب». حصل على المرتبة الأولى في الهندسة الكيميائية، درس في كلية الهندسة بجامعة طهران، وفي عام 1966 تخرج من الجامعة بالمرتبة الأولى، وبعد ذلك مباشرة بدأ التدريس في الجامعة. في العام نفسه، تحول إلى الكفاح المسلح ضد نظام بهلوي وسافر إلى لبنان عدة مرات لتلقي التدريب المناسب وتهريب الأسلحة إلى البلاد. قبض على علي من قبل جهاز السافاك في سبتمبر 1971 وبعد الكثير من التعذيب حكم عليه بالإعدام في محكمة بهلوي العسكرية. وتم تنفيذ الحكم عليه في 20 أبريل 1972. تم دفن جثته في القسم 33 من مقبرة جنة الزهراء​​ في طهران. ولد حميد بكري عام 1955 في مدينة أرومية. والظاهر أن حميد سافر إلى الخارج عام 1976 للدراسة. ذهب أولاً إلى تركيا ومن تركيا إلى شوريا ليقضي دورة حرب العصابات، ثم ذهب إلى ألمانيا والتحق بالجامعة؛ لكن مع هجرة الإمام الخميني إلى باريس، ترك حامد الدراسة أيضًا وقصد منطقة «طلائية». ذاق حميد بكري طعم الشهادة في 26 آذار 1983 خلال عملية خيبر (منطقة طلائية) خلال معركة شرسة مع جيش البعث الغازي. أراد رفاقه إعادة جثمانه إلى العقبة بصفته نائب قائد فرقة عاشوراء 31؛ لكن قائد الفرقة الشهيد مهدي باكري قال: لا يمكنكم إحضار حميد إلا بعد إعادة جثث الشباب الآخرين. ولهذا السبب لا يوجد ضريح لحميد باكري حتى يومنا هذا.

ولد مهدي بكري عام 1954 في مدينة «ميان دو آب». بعد التخرج، واصل دراسته في الهندسة الميكانيكية. مع انتصار الثورة الإسلامية، لعب مهدي باكري دورًا مهمًا في تأسيس وتنظيم حرس الثورة الإسلامية في أذربيجان الغربية. نظرا على صفاته الأخلاقية الفريدة، فقد نجح في تشكيل لواء قوي من الأذربيجانيين من المناطق الشمالية الغربية للبلاد وتولى قيادته في عدة عمليات. استشهد المهندس مهدي باكري أخيرًا في عملية «بدر» في 16 مارس 1984 (بعد 12 عامًا من شقيقه علي). وأثناء نقل جثة مهدي باكري أصيبت بصاروخ وتقطعت إرباً ولم يعثر عليها.

  • [1] من بين الأشقاء الثلاثة علي، مهدي وحميد بكري، كان ذكر اسم علي مع البكاء عليه أقل من أشقائه وحتى الآن لم يتم نشر أي صورة له. كان الابن الأكبر لعائلة بكري، وقد تأثر إخوته الصغار بنضالاته، مما أدى إلى التحاقهم بطريق الكفاح والتضحية بالنفس.
  • [2] كلمة الحاج قاسم في مؤتمر شهداء محافظة اصفهان
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟