مواضيع

كان حميد إيرانمنش أوّل من یحضر

كنّا مع «حميد الفدائي[1]» في عمليات مثل طريق القدس وفتح المبين، كان نشطاً للغاية وعندما كانت نيران القوات العراقية تنهمر بكثافة على جبهتنا، كان يذهب إلى الجبهة العراقية مع كتيبته ويدمرّها بالكامل باستخدام القنابل اليدوية. كانت لديه شجاعة عجيبة. فقط يكفي أن يعرف إن كان هناك حاجة للابتكار أو المخاطرة في ركن من الخط؛ عندئذ سيكون أوّل من يحضر، فقد كان مسؤولاً عن قيادة القوات والتثبيت. هذا هو الشهيد حميد إيرانمنش.

كان عيد النيروز قريباً عندما كان لدينا عمليات. في الليل ذهبت رفقة حميد واثنين آخرين للاستطلاع. تطوّع حميد للذهاب بالقرب من النهر لاستطلاع الخط. كنا على يقين من أن العراقيين سيرونه؛ لكنه تحرك بمرونةٍ خاصّةٍ وبهدوءٍ تامٍّ، رأى الخط العراقي ثمّ عاد. في ذلك الوقت، هرع أحد الجنود العراقيين إلى قائده ليُعلمه بأمر حميد؛ لكن حميد وصل إلى قمة التل بسرعة لا تصدق ولم يره أحد.[2]


قالوا إنّ هذا جنديّ علي  (ع) ومحمد  (ص)

الحاج قاسم سليماني يصف ذكرى جميلة لأسر حامد الفدائي بلسان هذا الشهيد: فُقِد حامد لفترة من الوقت أثناء عملية فتح المبين، وتم أسره لاحقًا، ووفقًا له، تم إنقاذه بسبب عهده مع إمام الزمان  (عج).

كان حميد يقول: أصبت بجروح على إثر انفجار قذيفة هاون أو آر بي جي وفقدت الوعي، استيقظت ظهر الغد على الساعة الحادية عشرة ووجدت نفسي محاطاً بعشرين جندي عراقيٍّ، تظاهرت بالموت ودعوت أن يا صاحب الزمان، كلّ ما فعلته كان لرضا الله وحفظ دين الإسلام فأنقذني.

جاء العراقيون باتّجاهي حتى أنّهم ركلوني. لكنهم ذهبوا لأنهم اعتقدوا أنني ميت. بعد عشر دقائق اقترب جنديان عراقيان آخران. مرة أخرى كنت حذرا وتظاهرت بالموت. لكن هذين الأخوين العراقيين نعتاني ببغضٍ بجندي (الإمام الخميني)، وعندما فتشوا جيبي وأخرجوا القرآن وصورة الإمام، لعنا صدام وقالوا إن هذا الجندي هو جندي علي ومحمد صلوات الله عليهما.

قلت في نفسي أنّ هذا من ألطاف إمام الزمان  (عج) وقمت بحركةٍ أدركوا فيها أنني على قيد الحياة. أخذوني إلى موقعهم وأطعموني، قال بعض العراقيين الذين يحسنون اللغة الفارسية إنه تم إحضارهم قسراً إلى الجبهة.

كان طبيبهم مسروراً جداً لرؤيتي، وكاد يفديني بنفسه، وحتى أنه فحصني وضمّد جراحي قبل الجنود العراقيين، كان جسدي كله مليئًا بالشظايا وكان الأمر مؤلمًا، وضعوني في دبابة ليتم نقلي إلى الخلف.

طلبت من الله أن يأخذني شهيداً على أن يتمّ أسري. لذلك في لحظة، نزل طاقم الدبابة ورأيت أنه لا يوجد أحد حول الدبابة، انتهزت الفرصة وتحرّكت نحو خنادقنا، زاحفاً تارة وأخرى راكضاً. عندما رأيت الشباب سجدت وشكرت الله. تم نقلي بطائرة هليكوبتر إلى مستشفى الأهواز.

استشهد الشهيد حميد إيرانمنش خلال عمليات بيت المقدس التي هدفت إلى تحرير خرمشهر.

  • [1] ينقل اللواء خوشي: كان لحميد اهتمام خاص بالقتال وحرب العصابات. كان في طليعة جميع العمليات، وكان دائمًا يحمل حزاماً من القنابل اليدوية حول خصره حيث كان متخصصًا في إلقاءها. بالطبع، كان يحمل سلاحاً أيضًا. أولاً، يحسب المسافة ويحدّد الزاوية، ثم يلقي بالقنبلة. وقد كان هذا سبباً للنجاح في بعض العمليات، وبسبب ذلك عُرف باسم «حميد الفدائي». كانت هناك أمر آخر مثير للاهتمام وهي حقيبته التي تحتوي على كل شيء. جميع الإمكانات الأرضية: رف أطباق، وعاء، موقد طبخ وغيرها من الأمور. وعلى سبيل المثال، بمجرد أن أردنا إعداد الطعام أخذ على الفور البصل والبطاطس من حقيبة الظهر، بشكل عام كان سريعاً وماهراً للغاية.
  • [2] رواية الحاج قاسم عن الشهيد إيرانمنش في كتاب «الفدائي».
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى