مواضيع

لا تذكروا اسم الكتيبة 408 دون وضوءٍ

عندما يتعلق الأمر بالكتيبة 408؛ فإنّ الحديث يكون حول أصحاب الصفات والأتقياء والمؤمنين ورجال الدموع. الرجال الذين رموا في الليالي المظلمة في قلب الرعب وفتحوا الطريق لآلاف المجاهدين الآخرين.

تعبّر الكتيبة 408 وحدها عن التاريخ القيّم لدفاعنا المقدس. إنّ مظلومية رجال هذه الكتيبة وروحانيتهم ​​وشجاعتهم واستشهادهم، من قادتهم إلى محاربيهم، تتطلب إقامة مؤتمراتٍ ضخمةٍ. والكتيبة 408 وحدها هي الشمولية الشاملة لدفاعنا المقدس.

لعبت الكتيبة 408 دورًا في عمليتين مهمتين كبيرتين ومؤثرتين خلال الحرب، وكانت «كربلاء 4» تعبر عن قمّة فن الكتيبة وولايتها وعبادتها وتفانيها في التشيع والإسلام وأهل البيت(عليهم السلام).

لا أحد يستطيع أن يمحو من ذهنه هذه الصورة الجميلة التي لا تُنسى للكتيبة 408 حیث سالت الدماء في الوديان القريبة من نهر أروند في «كربلاء 4»، ورأيت تيارات الدم هذه بأم عيني، ورأيت كيف كانوا يقصدون أروند دون ذرة من الابهام والخوف والشك؛ بينما كان العدو ينظر إليهم من أعلى السدود وكان يستهدفهم واحدًا تلو الآخر بقذائفهم، ولم يظهروا أي خوف على أنفسهم.

رأيت عاشوراء الإمام الحسين  (ع) في عاشوراء الكتيبة 408 في «كربلاء 4» ورأيت نفس المعركة في العملية الاستراتيجية والحاسمة لـ «كربلاء 5» والتي كان لها تأثير كبير وأساسي على مصير دفاعنا المقدس.

قطعت الكتيبة 408 مع قادتها الأعزاء وشهدائها الأحياء في منتصف الليل ذلك الطريق الصعب في منتصف الشتاء وفي الماء لعدة كيلومترات في مواجهة الأسلاك الشائكة والألغام والكمائن وخط العدو الذي لا يقهر كما كان يعتقد فقد تم كسره، ونجحت عملية «كربلاء 5» بقوة سلاح أبناءك في الكتيبة 408. واعتقادي القلبي هو أنّ اسم كتيبة 408 وشهداءها ولياليها قد أوصلوها إلى درجة لا يُمكن فيها ذكر هذه الكتيبة دون وضوءٍ.[1]


  • [1] جزء من رسالة الحاج قاسم سليماني لبرنامج «مرايا مشرقة» لشهداء كتيبة الغواصين الـ 408.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟