مواضيع

مرحبا بخانوك، مرحبا بأهل خانوك

خانوك[1] هي فخر كرمان، وهذا الشرف يعود للأبطال الذين عاشوا في هذه المدينة وواجهوا العدو بشجاعة واستشهدوا. القادة العظماء من هذه المدينة والتي كانت حتّى الأمس قرية، كانوا سبباً في تقدّم وتطوّر فرقة ثار الله. وبقدر ما تسعفني الذاكرة، فقد كانت العائلات الأكثر تقديماً للشهداء في هذه المدينة، فمعظم العائلات قدّمت شهيدين أو ثلاثة. وكانت أهم إنجازات فرقة لواء ثار الله تعود بفضلها إلى شباب هذه المدينة.

لقد كان يأتي من هذه المدينة الكثير من الآباء والأمهات إلى الجبهة. أتذكر أن المرحوم السيد زادخوش جاء إلى الجبهة مع أبنائه. وكان يمزح معهم وكذلك كان والد الشهيد أسديها. هذه المدينة مدينة مباركة وقيّمة تستحق التعظيم والتكريم. يليق بها أن يدخلها الإنسان وهو على وضوء. مرحبا بخانوك، مرحبا بأهل خانوك مرحبا بهذا التّدين، وبهذا الولاء للثورة والقيادة ومرحبا بهذا الاختبار العظيم الذي اجتازوه. يرجع تأسيس اللواء الثالث إلى خانوك نفسها، فمؤسسو اللواء الثالث وفرقة هندسة فرقة ثار الله هم أهالي خانوك. وهم كانوا المسؤولين عن صيانة الآليات في فرقة ثار الله.[2]


«كتيبة خبّازي خانوك» تألفت من أكثر من 90 امرأة من نساء القرية

لعب أهالي قرية خانوك دورًا مهمًا في دعم المجاهدين بعد بدء الحرب المفروضة؛ خلال ثماني سنوات من الدفاع المقدس، أعدّت نساء هذه القرية، اللواتي عُرفن بـ«كتيبة خبازي خانوك» نوعين من الخبز المحلي، «نرمه» و«بربري» (مختلف عن خبز البربري التقليدي) في بيوتهن وأرسلتها إلى جبهات القتال. حيث تم توفير كمية صغيرة من دقيق الخبازين من قبل الحكومة، وجاء معظمه من القمح الذي كان نتاج جهد أهالي خانوك أنفسهم.

كانت «كتيبة خبازي خانوك»، المكونة من أكثر من 90 امرأة من نساء القرية، كانت كل واحدة تجهز فرن خبز بربري واحد على الأقل، ويوم الجمعة من كل أسبوع يجمع خبز 90 فرناً والذي كان يبلغ حمل شاحنة واحدة على الأقل. ويرسلونها إلى الجبهة. بالإضافة إلى تحضير الخبز وإرساله، قاموا أيضًا بإعداد وإرسال الفواكه والهدايا التذكارية المحلية إلى المجاهدين. كما قاموا إلى جانب هذه الأنشطة بغسل ملابس المجاهدين وخياطتها إعدادها للجبهة.

ولكن إلى جانب النساء، كان عدد من الرجال -ومنهم من كان من آباء الشهداء- كانوا وفق مصطلح اليوم يطلق عليهم لقب «حطّابي الحرب»، كانوا يقومون بتوفير الحطب والخشب، وغيرها مما يحتاجه الخبازون.

في غضون ذلك، كان للعاملين في صناعة الفحم نصيب كبير فقد كانوا يملؤون الشاحنات من بوابات نفق الفحم. ويفرغونها في ثلاث إلى أربع نقاط من خانوك ليسهلوا على الخبازين الوصول إليها.

وفي ذلك الوقت أيضًا، كان الأهالي قد جمعوا حوالي 40 ماكينة خياطة في الحسينيات ومن كانت لديهم الخبرة في الخياطة عملوا في ثلاث نوبات لتوفير الملابس لقوات التعبئة. المسؤولة عن هؤلاء الجهاديات كانت السيدة زهراء أسدي المعروفة باسم «وردة الزهراء» و«الفدائية العجوز» وكانت مسؤولة عن جميع عمليات التنسيق والاتصال. كانت والدة الشهيد محمد جواد زادخوش، وجدة الشهيدين مهدي وجابر مهدوي، أو بالأحرى يمكن أن نقول كانت أم كل الشهداء. شخصية هذه السيدة الجهادية وأنشطتها جعلتها معروفة لدى اللواء قاسم سليماني أيضًا الذي كان في تلك السنوات مسؤولاً عن فرقة ثار الله 41 في كرمان. وقد زارها في العديد من المرات عندما كانت مريضة.

كما طلب اللواء سليماني في جنازة هذه السيدة الجهادية من عائلتها كتابة عبارة «الفدائية العجوز» على شاهد قبرها.

  • [1] قرية «خانوك» هي إحدى القرى التابعة لمدينة زرند في محافظة كرمان والتي أصبحت إحدى مدن الجزء الأوسط من مدينة زرند عام 1995. خلال ثماني سنوات من الحرب المفروضة، ضحى سكان هذه القرية بنحو 70 شهيدًا للثورة. في خضم الثورة الإسلامية لعب أهالي قرية خانوك دورًا مهمًا في تنظيم الحركات الشعبية ضد النظام الدكتاتوري في محافظة كرمان. وبسبب الالتزام الديني والثوري لأهالي هذه القرية، فقد عُرفت باسم قم الثانية.
  • [2] الحاج قاسم سليماني في مراسم تخليد ذكرى شهداء خانوك
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟