مواضيع

نفخر بأولئك الـ23 مجاهداً

نحن نفخر بأنّ بأنّ عدداً كبيراً من أولئك الـ23 مجاهداً[1] الذين استهزؤوا بالعدوّ كانوا منّا.[2]

شعر هذا الشهيد العارف، يصف حالنا اليوم

نحن نفخر بأنّ حسين يوسف إلهي[3] منّا، وقد ادّعى أنّ السيدة زينب  (ع) وعدته بالنّصر[4] في عمليّة «والفجر8». لقد كان عارفاً، وأنشد أبيات الشعر الجميلة هذه:

رحل كلّ الرّفاق وتخلّفت أنا عن ركبهم

واحسرتاه، أنا الوردة الشائكة المطرودة من كلّ مكان

جاء الكهول وتعلّموا كيفيّة السير والوصول

وبقيت أنا متخلّفاً عن المسير

وشعره يصف حالنا اليوم. كان يعيش حالة من العشق عند إنشاد أبيات الشعر هذه ويذرف الدموع:

لا تقل أرني عندما تصل إلى طور سيناء وأكمل السير

فلا قيمة لهذه الأمنية إن كان الجواب لن تراني

لا تقل أرني عندما تصل إلى طور سيناء ولا تكمل السير

واسمع في صوت الحبيب جواب لن تراني

ذاك الذي يقول أرني لم يرك

أنت معي دائماً، ما الذي يعنيه جواب لن تراني

أبيات الشعر هذه تشير إلى الآية القرآنية التي تتحدّث حول قول موسى  (ع) لله عزّوجل في جبل الطور: «أرني»، أظهر نفسك لي. فجاءه الجواب: «لن تراني». أي لن تراني أبداً. العارف بالمعنى الحقيقي، عابدٌ بالمعنى الحقيقي.[5]


كان غالبيّة أولئك الـ23 مجاهداً من كتيبة ثار الله في كرمان

لكنّ القصة الكاملة لملحمة خرّمشهر، لا تقتصر على ما سمعناه لحدّ اليوم. فقد تمّ إغفال أحداث ووقائع كثييرة متّصلة بهذا الحدث العظيم، وقلّما تمّ التطرّق إليها. فتماماً في يوم الجمعة ومع انطلاق العمليّة، تعرّضت كتيبة من فيلق 41 ثارالله بقيادة «قاسم سليماني» لمحاصرة العدوّ، ولم يكن أمامهم أيّ طريق للتقدّم أو الانسحاب. وأنّ جيش النظام البعثي استغلّ هذه الفرصة لكي يكثّف هجماته على هذا المحور، وتمّ في النتيجة أسر عدد من القوات الإيرانيّة بواسطة جيش النظام البعثيّ.

من القوات التي تمّ أسرها، 23 مجاهداً بأعمار صغيرة تتراوح بين الـ15 و17 عاماً، وكان أغلبهم من كتيبة ثار الله في كرمان (19 فتى كرماني و4 فتية من مناطق أخرى).

بعد أن علم صدّام حسين بهذه القضية واطّلع على تقرير أسر القوات الإيرانيّة بسبب انهزامهم في خرّمشهر، حاول استغلال الأمر لصالحه وإجراء عمليّة دعائيّة فأمر بفصلهم عن بقيّة الأسرى واستدعاهم إلى قصره.

وفي اللقاء الذي جمع هؤلاء الفتية مع أوّل شخصيّة في النظام البعثي، أي صدام حسين، حاول أن يعرب عن تعاطفه ويبدي حزنه لكونهم مجرّد أطفال تمّ إجبارهم على المشاركة في الحرب، وطلب من ابنته الصغيرة «حلا» أن تعطيهم أغصان ورد ثمّ التقط معهم صورة تذكاريّة وأخبرهم بأنّهم سيعودون سريعاً إلى إيران بعد موافقة اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر.

بعد هذه الحادثة نشر الإعلام العراقي مقاطع فيديو وصور لهم وأوردت في صحف العراق المعروفة جملة صدّام: «كلّ أطفال العالم أطفالنا».

هؤلاء الـ23 مجاهداً الذين كانوا قد تعرّضوا لموقف مربك، أعلنوا إضرابهم عن الطعام حتّى يعودوا للانضمام إلى سائر الأسرى. ثمّ في النهاية حقّقوا مرادهم بعد وقوع أحداث كثيرة؛ إلا أنّهم بقوا في الأسر حتى 17 آب من العام 1990.

وقد تمّ لحد اليوم تأليف عدّة كتب وأفلام بالاستناد إلى الوثائق المتوفّرة وذكريات الأسرى. أحد هذه الأفلام يحمل عنوان «23 شخصاً وذاك الشخص الواحد»، من إخراج مهدي جعفري عام 2008. كما تمّت طباعة كتاب «أولئك الثلاثة وعشرون فتى» بواسطة دار نشر سورة مهر، والذي يستند إلى ذكريات أحمد يوسف زادة.

لحظات عذبة برفقة ذكريات رجال صغيري السنّ

كتب الإمام الخامنئي تقريظاً لكتاب «أولئك الـثلاثة وعشرون فتى» ورد فيه ما يلي:

عشت ساعاتٍ عذبةٍ بعذوبة هذه الكتابة الجزلة الجذابة والبارعة- في الأيام الأخيرة من عام 1393 هـ.ش (آذار 2015)-، وقضيت أوقاتًا مع هؤلاء الرجال (الفتية) الصغار في السنّ وذوي الهمم العالية. أحيّي هذا الكاتب الموهوب، وأولئك الـ23 فتًى، واليد القديرة الحكيمة المبتكرة والصانعة للمعجزات التي صاغت كل هذا الجمال وأشكر الله وأسجد له شكرًا على ذلك. شاهدت كرمان مرّة أخرى عبر نافذة هذا الكتاب، كما شاهدتها وعرفتها من ذي قبل، وأثنيت على ألوانها الجميلة المتألّقة.

وقد وجّه الحاج قاسم سليماني رسالة إلى أحمد يوسف زادة، مؤلّف كتاب «أولئك الثلاثة وعشرون فتى» ورد فيها:

«عزيزي أحمد، لقد شجّعني تقريظ ومدح قائدنا العزيز على قراءة كتابك، وقد غبطت منزلتك بعد قرائته وتحسّرت على عدم امتلاكي في صحيفة أعمالي ليلة واحدة من تلك الليالي ويوماً واحداً من أيام سجنك. أنتم العرفاء الحقيقيّون والعبيد الذين حققتم العبوديّة وبلغتم العرش، أتمنّى أن تبقوا في الأعالي. كم تبعث على فخرنا أن يرى الربانيون المتربّعون على منابرهم المتربّين تحت منابركم! كم هو جميل أن يروا الشباب الباحثين عن الكمال، والأطفال الذين بلغوا كمالهم في سجون العدوّ!»

تقيّده وإصراره والتزامه تجاه الحرب

علينا أن ندرس شخصيّة حسين يوسف إلهي من عدّة زوايا. شخصيّة حسين لافتة من زاوية رؤية أولئك الذين رأوه ولمسوا وجوده. أحد جوانب شخصيّة حسين هو الجانب الأخلاقي والعرفاني. كانت عبارات، كلمات وسكنات حسين تدلّ على شخصيّته العرفانيّة والأخلاقيّة. الجانب الثاني كان البعد الإداري والتربوي لدى حسين في ساحة الحرب، والذي قلّما تمّ التطرّق إليه. لقد كان لدى حسين أثرٌ أساسي في البعد التنفيذي لـ 6 عمليّات. ظهر الجانب الإداري لحسين في عمليّات «والفجر1»، «والفجر4»، «والفجر3»، «بدر» و«والفجر 8». وقد كان حسين في بعد المشاركة في الحرب، تعبويّاً متطوّعاً. لم يكن من قوات الجيش أو الحرس الثوري المكلّفة بالمشاركة في الحرب.

لم يكن هناك إجبارٌ من الناحيتين الروحيّة والنفسيّة. لقد قطع حسين مراحل إلى أن أصبح مسؤول إدارة استخبارات فيلق ثارالله. لقد كان متطوّعاً، إلا أنّ إصراره وتقيّده والتزامه تجاه الحرب، كان أكثر من الأشخاص الذين كانوا مكلّفين بالحضور في ساحات القتال.

وفي البُعد العرفاني، يتّضح تماماً من أشعاره وجود ضجيجٍ كبير في قلبه. تحتاج دراسة كلّ شعر من أشعاره إلى جلسة بعظمة هذه الجلسة. أي أنّ الدّموع كانت تنسكب بغزارة على وجهه عند إلقاء بعض هذه الأشعار.

سألته، وهل أنت عالمٌ بالغيب؟

عندما هممنا قبل عمليّتي «خيبر» و«بدر» بتنفيذ عمليّة في منطقة شلمجه وفي منطقة زيد تحديداً، كنّا نحرص كثيراً على أن لا يُفتضح أمر العمليّة. كان خطّ شلمجه مهجوراً. لم يكن نشطاً. كان الماء يقع على أحد أطراف حصن إيران. تفرّغ الإخوة للاستطلاع تحت إشراف حسين. كانوا يذهبون للاستطلاع طوال عدّة ليال متتالية. وكان أوّل فريق استطلاع ذهب يضمّ أكبر موسائي وحسين صادقي، ولم يعودا. لم نكن نعلم، هل أسرا أو استشهدا. كنّا قلقين جدّاً. في اليوم التالي قال حسين: قال لي أكبر موسائي في عالم الرّؤيا بأنّنا لم نُأسر، بل استشهدنا وسوف نعود. كان حسين قد توقّع عودة هذين الشهيدين في اليوم الثاني عشر أو الثالث عشر. مازحتُ حسين قليلاً وقلت له، وهل لديك علم الغيب؟!

قال: حسين ابن غلامحسين يقول ذلك (كانت هذه جملته بدقّة). رغم أنّ عمق الماء كان قليلاً، وكان احتمال أن يأتي بالجثامين ضئيلاً بالفعل؛ إلا أنّ هذا الأمر وقع وفي اليوم الثاني عشر، جاءت المياه بجثمان أكبر موسائي إلى ضفة الساحل -المكان الذي كان الشباب يقرأون فيه إلى جانب النهر زيارة عاشوراء-. هذه لم تكن صدفة بأن تأتي الجثامين في نفس اليوم الذي حدّده حسين وفي نفس المكان الذي كان يقرأ فيه الشباب بجانب ساحل النهر زيارة عاشوراء. وفي اليوم الثالث عشر وصل جثمان حسين صادقي إلى الساحل أيضاً.

كما كان حسين قد أخبرني أنّ السيّدة زينب  (ع) أخبرته بأنّكم سوف تنتصرون في هذه العمليّة.

عبادة الله جعلت حسين يُحلّق

لقد كان حسين عبداً بكلّ معنى الكلمة في الظاهر والباطن. لقد كان عبداً حقيقيّاً لله عزّوجل. في يوم من الأيام عندما كان معطفه على كتفه ولم يكن يرتدي جواربه، جاء إليّ، ألقيت عليه نظرة. كانت ترتسم على وجهه ابتسامة جميلة. قال: كنت أصلّي، فقالوا لي أنّك تطلبني في شيء معيّن، أردت أن أرتدي المعطف ثمّ أرتدي الجوارب، فحدّثت نفسي: يا حسين! يا بن غلامحسين! لقد ذهبت إلى الله بهذه الحالة، وتودّ الذهاب للقاء فلان بحالة أخرى؟!

هذه السلوكيّات والأفكار منحت عظمة لحسين؛ لأنّه كان عبداً لله. ذاك الذي قال بسم الله ثمّ سار على الماء، كان السبب في قدرته على فعل ذلك العبوديّة لله. لقد جعلت عبادة الله حسين يحلّق.

البعد الآخر في شخصيّة حسين، كان البعد الإداري. لم يكن حسين، حسين فقط؛ بل كان صانعاً لأمثال لحسين. لقد تربّت شخصيّات قرب حسين، تحوّلت هي الأخرى إلى نماذج عظيمة تشبه حسين، وأصبحت عالماً من العرفان والمعرفة.

كان حسين يزداني إمام جماعة حسين في قسم استخبارات العمليّات. كانوا عندما يتحرّكون، يتوضّأون ويغتسلون غسل الشهادة. وعندما كانوا يصلون إلى حقل الألغام، كانوا يقرأون زيارة عاشوراء في وسط الليل الحالك وخلف حقل الألغام الذي كان خندقاً مليئاً بالاضطرابات بحيث أنّه كان يُحتمل ظهور العدوّ في أيّ لحظة. زيارة عاشوراء هذه كانت شبيهة بصلاة الإمام الحسين في ظهر عاشوراء، ثمّ كانوا يدخلون حقل الألغام. كانوا يعدّون خطواتهم ويحدّدون مواضع الألغام. ويحدّدون مواضع الكمائن. ثمّ يعودون ويصلّون ركعتي شكر لله عزّوجل خلف حقل الألغام.

في إحدى الليالي رافقت حسين في عمليّة «والفجر1» من أجل تفقّد حقل الألغام، عندما خرجنا من الحقل، لعلّه كانت تفصلنا عن العدوّ مسافة 100 متر أو أقلّ، فرأيتهم خرّوا سجّداً لله عزّوجل. استغربت، ظننت أنّ شيئاً ما قد حدث، ظننت أنّ شيئاً ما قد حدث، رأيتهم هووا إلى الأرض وسجدوا وانشغلوا بشكر الله عزّوجل!

عندما كان حسين يزور روضة الشهداء في كرمان، كان يعيش حالة استثنائية. رأيته في عمليّة «بدر»، قلت له أن يا حسين، أنت تعرض نفسك للعدو وتُجرح، سوف يبقى أبناء الناس بلا معيل.

ضحك وقال: ليس الأمر على هذا النّحو، لقد قلت لله: إلهي! إذا لم تكن لدى حسين القدرة على التحمّل في هذه العمليّة ولم يكن قادراً على الصّبر وكان من الممكن أن تدفعه صعوبات العمليّة للتخلّي عن الحرب، أخرجه من الحرب بطريقة أخرى!

كان حسين قد جُرح، وربط أمعائه الخارجة من جسده بجسمه بعد أن وضعها في كيس بلاستيكي!

حسين بن غلامحسين يقول لك

في يوم من الأيام توجّهت مع حسين إلى آبادان. وفي وسط الطريق علمنا أنّ عمليّتنا السابقة لم تكن ناجحة بشكل كبير وأنّنا على وشك تنفيذ عمليّة كبرى، قلت له أنّ هذه العمليّة لن تحمل نتيجة مرجوّة. سألني: لماذا؟

قلت له: هذه عمليّة صعبة وأنا أستبعد أن ننجح فيها!

قال حسين: على العكس، أنا أعتقد أنّنا سنحقّق نجاحاً في هذه العمليّة.

سألته: من أين لك كلّ هذه الثقة؟

ضحك وقال جملته الشهيرة: حسين بن غلامحسين يقول لك بأنّنا سوف ننتصر في هذه العمليّة.

ولأنّني كنت أعلم أنّ هناك أمراً ما يدفعه للحديث بهذه الثقة، سألته: ما الذي يعنيه ذلك؟ من أين لك هذا الكلام؟

قال: أنا أعرف على كلّ حال.

سألته: حسناً، من أي لك هذه المعرفة؟

أجابني: لقد أخبروني بأنّنا سوف ننتصر.

سألته: من أخبرك بذلك؟

أجابني: السيّدة زينب  (ع)!

سألته: أخبرتك بذلك في اليقظة أو المنام؟

أجابني ضاحكاً: ما شأنك بذلك؟ فلتعلم فقط أنّ السيدة أخبرتني أنّكم سوف تنتصرون في هذه العمليّة على العدوّ ولذلك أنا أقول أنّنا سنحقّق الفوز حتماً.

مهما طلبت منه أن يشرح لي أنا الذي كنت قائده بشكل أكثر تفصيلاً، كان يكتفي بهذه الجمل ولم يضف شيئاً آخر. عندما انتهت العمليّة بنجاح تذكّرت كلام حسين في ذلك اليوم والحزم الذي كان في حديثه.

كما أنّ قصّة وعد الشهيد يوسف إلهي بشأن شهيد الدفاع عن المقدس حسين بادبا في عمليّة والفجر 8 ملفتة أيضاً وقد وردت بشكل كامل في الصفحة 258 (الرجاء تصحيح الرقم ووضع رقم الصفحة الدقيق في الترجمة العربيّة) من الكتاب بشكل كامل.

  • [1] في أولى ساعات صباح يوم الجمعة، 30 نيسان من العام 1982، أطلق المجاهدون الإيرانيّون بعد عمليّتين أو ثلاثة حقّقوا فيها الانتصارات، على إطلاق عمليّة أخرى أسموها عمليّة «بيت المقدس». عمليّة أثمرت بعد ثلاث وعشرين يوماً من الأحداث والاضطرابات والمشاق والصعوبات، وجعلت الناس يتذوّقون حلاوة النّصر بزفّ نبأ «تحرير خرّمشهر».
  • [2] كلمة الحاج قاسم سليماني في حفل كرمان الثقافي الاقتصادي في برج ميلاد.
  • [3] وُلد عام 1961 في كرمان، كان والده أستاذاً ويعمل في وزارة التربية والتعليم. كانت أجواء المنزل ثقافيّة بامتياز وكان جميع الأبناء يحضرون في المساجد والحلقات الدينيّة منذ الطفولة ويتعرّفون على الإسلام والقرآن. تعود جذور رغبة محمد حسين العميقة بمطالعة نهج البلاغة إلى تلك المرحلة. ففي أيام الثورة الإسلاميّة، كان محمد حسين في الثانويّة وكان لديه حضور فاعل وكان أحد أعضاء الحركات الطلابية في مدينة كرمان. مع انطلاق حرب العراق ضدّ إيران واصل نشاطه في فيلق 41 ثارالله في وحدة الاستخبارات والعمليّات، ثمّ وقع الاختيار عليه كنائب لقائد هذه الوحدة. طوال الحرب، جُرح خمس مرّات جراحاً شديدة ثمّ حظي أخيراً بلقاء الله عزّوجل في عمليّة «والفجر8» بسبب جراحه التي تسببت بها القنابل الكيميائيّة في 16 شباط من العام 1986 عندما كان في مستشفى لبافي نجاد في طهران.
  • [4] ذكر الحاج قاسم سليماني أثناء تحليله لشخصيّة الشهيد العارف محمد حسين يوسف إلهي الإلهيّة والروحانيّة بعض الذكريات قائلاً:
  • [5] كلمة الحاج قاسم سليماني في حفل كرمان الثقافي الاقتصادي في برج ميلاد.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟