مواضيع

أيّ معرفة خلّفتها حرب نادرشاه؟

نحن نشهد في العالم وقوع حروبٍ عدّة، واليوم أيضاً نشاهد حروباً عديدة بأمّ العين، وقد كانت الحروب في الأزمنة السابقة أيضاً. منذ أن انتهت حربنا، وقعت لحدّ اليوم أربعة أو خمسة حروب دامية وقاسية في هذه المنطقة وبجانب حدودنا أو على مقربة من حدودنا. في لبنان، العراق، الكويت، أفغانستان وفلسطين. ما هي الفروقات بين حربنا وهذه الحروب؟ هل يكمن الفرق بين هذه الحروب في انتصاراتها وهزائمها العسكريّة؟ يذكرون في التاريخ أنّ نادرشاه هاجم يوماً المكان الفلاني، انتصر أو هُزم، هذا ما يُذكر فقط! يُسجّل التاريخ الهزائم والانتصارات ويرويها. وأقصى ما يُذكر ضمن مسار هذه الهزائم والانتصارات، تفاصيل تحكي من كان القائد أو ماذا كان تكتيكهم و… لا يُذكر أكثر من هذا. ما هي المعرفة التي خلّفتها حرب نادرشاه؟ لا شيء يُذكر! لكنّ مرحلة الدفاع المقدّس التي خضناها انطوت على انتصارات كبيرة وعظيمة ليس في زمانها فقط؛ بل في الأزمنة التي تلتها وتتلوها -حيث أنّنا لن نكون على قيد الحياة وفي هذا العالم-. لقد تحوّلت هذه الحرب إلى مدرسة ونبعت من أعماقها ثقافة وضخّت هذه الثقافة في سائر المجتمعات. لقد كانت ثقافة حديثة وأصيلة، بحيث أنّ كلّ ما سمعناه عن تاريخ صدر الإسلام، تجسّد بشكل عمليّ في ميادينها.[1]

عندما استشهد حسين فهميده -ابن الأعوام الثلاث عشر- قال الإمام الخمينيّ (ق) أنّ قائدنا هو ذلك الطفل ذو الثلاثة عشر ربيعاً الذي ألقى بنفسه تحت الدبابة. علينا أن لا نظنّ أنّ الإمام (ق) بالغ وكان كلامه غلوّاً! لا لم يكن الإمام الخمينيّ (ق) من المغالين. واحدة من أدوار القائد المهمّة هي تحديد النّهج والمسار. والشهيد يحدّد النهج والمسار، لقد حدّد الشهيد فهميده المسار؛ كما حدّده الشهيد حججي. لم يُستشهد فقط؛ بل حدّد نهجاً ومساراً. هذا ما تعلّمناه واستلهمناه من مدرسة الإمام الحسين  (ع).[2]


  • [1] كلام الحاج قاسم سليماني في حفل تكريم شهداء لرستان.
  • [2] كلمة الحاج قاسم سليماني في مؤتمر شهداء محافظة أصفهان.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟