مواضيع

سنموت جميعاً في يوم من الأيام

عندما يشاء الله عزّوجل رفعة أحد الأشخاص، فإنّه يخلق سبباً لذلك. يقوم بنفسه بتوفير الأسباب. كم هو عدد الذين يموتون يوميّاً في بلدنا نتيجة الحوادث؟ أنظروا كم هو عدد المتوفّين كلّ سنة؟ يموت ما بين العشرين إلى ثلاثين ألفاً بشكل سنوي بسبب حوادث السّير؛ وهذا غير الذين يموتون بسبب الجلطات والسرطان وغيرها من الأمراض.

وتقام مجالس العزاء لكلّ هذه الوفيّات. فلتفرضوا أنّ شهدائنا لم يبلغوا منزلة الشهادة في الحرب، كانوا سيموتون جميعاً. أين كان من المقرّر أن يبذلوا أرواحهم؟ يخلق الله عزّوجل سبباً وينال بعض خواصّ عباده وأوليائه المخفيّين بين عباده منزلة الشهادة.

بين كلّ هؤلاء الأشخاص أصحاب الادعاءات والمراتب والمكانة الماديّة، يختار إنساناً لا يتوقّعه أحد، ويمنّ عليه بالعزّة. هذا ما يجدر بالإنسان أن يحتفل لأجله ويعرب عن سروره. لقد كانت زوجة الشهيد، ووالدته وأبنائه أشخاصاً عاديّين قبل استشهاد شهيدهم؛ لكنّ الله عزّوجل يمنّ بعد استشهاد هؤلاء الأقارب بمنحهم مكانة وشخصيّة. فبحجّة شهيدٍ معيّن، يمنّ على عائلته بالعزّة. والشهيد نفسه أيضاً عزيزٌ وخالد.

الشهيد يجعل نفسه خالداً ويعزّ من كانوا حوله وعائلته وكلّ من كان على علاقة به.

عندما يمنح الله عزّوجل نعمة لأحدٍ ما، لا يستطيع أحدٌ تضييعها؛ إلا صاحب النّعمة؛ لذلك ينبغي أن تدرك عوائل الشهداء قيمة عزّتها ومكانتها وأن تكون شاكرة وحامدة لله عزّوجل.

ومزار الشّهيد يختلف عن مزارات سائر الأشخاص. مزار الشّهيد، يزداد إشراقاً يوماً بعد يوم؛ وسبب ذلك اتّصاله بمصدر النور الذي لا ينتهي. انظروا إلى القبور في مختلف المدن، كم توجد قبور تسوّست فيها الأجساد وكم من القبور هُجرت وتُركت؛ لكن مزارات هؤلاء الشهداء مصدر الفيض والنّور للبشريّة.[1]


  • [1] كلام الحاج قاسم سليماني في لقاء مع عائلة شهيد الدفاع عن المقدّسات، الشهيد لنكري زادة.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟