الهجرة أوّل منزلٍ بالنسبة لمقام الشهادة

النقطة الأساسيّة التي ارتكز عليها شهداؤنا بحيث بلغوا هذه المنزلة، وهي من المقامات المهمّة للوصول إلى منزلة الشهادة، هي مقام الهجرة. أوّل نقطة أساسيّة للوصول إلى مقام الشهيد والشهادة، هي قضية الهجرة. الهجرة من الذات، الهجرة من مقامات الذات، الهجرة من مال الذات، الهجرة من مكان الذات، الهجرة من تعلّقات الذات، الهجرة من جماليّات الذات. الشهداء حقّقوا هذه الهجرة في كامل أبعادها بأكمل صورة ممكنة. ذلك الأب الشهيد الذي أعرفه بالإسم، عندما أراد أن يودّع ابنته، مسح بيده على وجه ابنته، وأدار وجهه إلى طرف آخر ممّا دفع زوجته لأن تسأله عن سبب إدارته وجهه؟ فأجابها: أخشى أن تسيطر عليّ محبّتها وتهزمني. هذه الهجرة، هي هجرة إذا نشأت بداخل الإنسان، سينال أجراً عظيماً من الله كما وعد الله عزّوجل في القرآن الكريم حتّى لو لم يُستشهد، وسيكون شبيهاً بالشهداء.[1]

• [1] كلام الحاج قاسم سليماني في مؤتمر شهداء محافظة جيلان.