مواضيع

لقد كانوا أشبه بمرجع تقليد

في الجوانب الإنسانيّة، الأخلاقيّة، السلوكيّة والدينيّة كان مجتمع مرحلة الدفاع المقدّس مجتمع صاحب العصر والزّمان  (عج). لقد كان الشهيدان باكري وخرازي نموذجان يُحتذى بهما ضمن هذا الإطار. كان الشهيد باكري رئيس مدرسة تُدعى عاشوراء وأسّس لنموذج سلوكيّ يُدعى نموذج باكري السّلوكي.

كان هذا النموذج مواجهاً لنموذج العدوّ الذي كان ينطوي على الكثير من الظّلم والجور والإعدام والتعذيب والإجحاف والمقابر الجماعيّة. ولم يكن هو قائد فيلق. لقد كان أشبه بمرجع تقليد؛ لكن ليس في جانب الأحكام الدينيّة، بل كانوا يقلّدونه في الأخلاق والسلوك والإدارة.

لقد كنت أرى في زمان الحرب كيف أنّ جموعاً كبيرة كانت تضمّ أساتذة مدارس وجامعات، طلاباً جامعيّين، تلامذة مدارس، عمّال ومعلّمي بناء، كانوا يقلّدون لحن صوت الشهيد خرّازي، أذكاره، زيّه والقبّعة التي يعتمرها.

نحن نتلقّى أحكامنا من مرجع تقليدنا وننفّذه. وإذا أمعنتم النظر، ستلاحظون أنّ أقدس الأشخاص داخل مجتمعنا وأكثر الشخصيّات خلوداً، هم شهداؤنا. وهذا الأمر مشهودٌ في أرجاء المجتمع، هم يكنّون الحبّ لأصحاب هذه الصور والأسماء، ولسيرهم الذاتيّة. كان لهذا الأمر أعظم دورٍ في تطهير وتوجيه المجتمع باتجاه التديّن والثوريّة.[1]


  • [1] كلام الحاج قاسم سليماني في ذكرى استشهاد الشهيد شاطري السنويّة.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟