مواضيع

اختاروا أحد الشّهداء

لقد كان الشهداء يفضّلون محبّة الله على أيّ محبّة أخرى، كان الشهداء يعتبرون حلال الله حلالاً وحرام الله حراماً. التعرّف على الشهداء يؤدّي إلى أن يصبح الشهداء جزءاً من وجودكم. مجاورة الشهداء وإدراك فضائلهم واحدة من أفضل أساليب التأثّر بتلك الشخصيات العظيمة وأكثرها تأثيراً.

نلحظ عادة وجود مزارات عديدة وغالبيتها تنطوي على جانب عقائدي ويتوجّه الناس لزيارة تلك الأماكن من باب الأدب والاحترام لأهل بيت رسول الله  (ص)، وتترك هذه الزيارة فيهم آثاراً حسنة؛ والعديد من عظمائنا كان من عاداتهم اليوميّة التوجّه لزيارة قبور أقرباء الأئمّة(عليهم السلام) وهذا الأمر له تأثيرٌ في حياة وسلوكيات البشر. إنّ الاستئناس بمثل هذه البقاع المقدّسة يترك آثاراً تربويّة وأخلاقيّة ويخلق الدوافع لدى الأشخاص. والجبهة ومرحلة الدفاع المقدّس كان لها أثرين أساسيّين من حيث بُعدي المجاورة والإلقاء؛ تماماً كالذي يحضر دائماً في المسجد فإنّه سوف يتأثّر بأجوائه بنحو من الأنحاء، ومن يذهب بشكل مستمرّ إلى السينما، يتأثّر بأجواء السينما. أولئك الذين وصلوا أنفسهم بحقل الجبهة المغناطيسي، أصبحوا أنفسهم مغناطيساً يؤثّر على ما حوله. والإلقاء أيضاً يؤثّر على قلب الإنسان دون وجود مجاورة، وحضور الشهداء له أثرٌ إلقائي إضافة إلى أثره الجواريّ، وهذه من ميزات الشهداء البارزة.

الاقتداء بالشهداء والتأثّر بهم من أفضل الأعمال التربويّة، وتوصيتي لكم أيّها الشباب هي أن تقوموا إضافة إلى التعرّف على الشهداء ورفع مستوى المعرفة، أن تقوموا بما يجعل الشهداء جزءاً من وجودكم؛ كما أنّكم مقرّبون في حياتكم من بعض الأشخاص أكثر من الآخرين، اختاروا أحد الشهداء واعتبروه صديقاً لكم وتقرّبوا منه.[1]


  • [1] كلام الحاج قاسم سليماني بين جمع من شباب كرمان.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟