مواضيع

في أيّ نقطة من نقاط المواجهة استشهد قادتنا؟

من ضمن ما ميّز قادتنا الشهداء كان ما رسّخوه في الحرب بخرقهم للعادات في المجال الإداري للحرب. يصرّح العلم العسكريّ في التدريبات العسكريّة، بأنّ القائد يجب أن يكون بعيداً عن الخطر مسافة يُعتنى بها لكي يتمكّن من السيطرة على الأحداث. لعلّ هذه القضيّة تنطوي على مبرّر علميّ من الناحية العسكريّة؛ لكن وبسبب عدم التكافؤ الذي شهدته ساحة الحرب، كانت الحرب مختلفة عن أيّ حربٍ كلاسيكيّة، وقد كسر قادتنا كلّ القواعد والأعراف وتخلّوا عن كلّ هذه المبرّرات العلميّة والعسكريّة. الفرق بين القائد في حربنا والقائد في الحرب الكلاسيكيّة كان في كلمتين، «تعال» و«اذهب». أي أنّه من الممكن أن يوجّه أحد القادة أمراً إلى القوات الخاضعة لأوامره بأن «اذهبوا» أو يتوجّه هو بنفسه إلى الخطوط الأماميّة للحرب ويقول لقواته «تعالوا». كم هو مدى الفارق الجوهري بين هاتين الحالتين؟ كان قادتنا في مرحلة الدفاع المقدّس يقفون على القمّة ويقولون لقواتهم «تعالوا». لاحظوا كيف وأين استشهد قادتنا في مرحلة الدفاع المقدس. كيف استشهد الشهيد باكري، الشهيد همّت، الشهيد زين الدّين، الشهيد حسن باقري و..؟ هل استشهدوا وهم في مقدّمة الهجوم أم في مكان يبعد مسافات عن الهجوم؟ لقد استشهد قادتنا تماماً في نقطة المواجهة.[1]


  • [1] كلمة الحاج قاسم سليماني في مؤتمر تكريم الشهيد زين الدين وقادة قم الشهداء.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟