لقد عاقبوا هذا التعبويّ
كانت الحرب تنطوي على معنى دينيّ بما تحمله الكلمة من معنى، وهذه الحقيقة الدينيّة برزت في سلوكيّات وأفعال المجاهدين وأساليب إدارتهم للحرب؛ وهذه السلوكيّات الدينيّة لم تكن تُنسى أيضاً عند التعامل مع العدوّ وحين مواجهته. يوماً ما ألقى طيّار عراقي بنفسه بواسطة المنطاد إلى منطقة قريبة منّا عندما كنا نخوض عمليّة «والفجر 8» بعد أن سقطت طائرته التي أمطرت المنطقة. عندما هوى إلى الأرض عاقبه أحد التعبويّين وصفعه على خدّه. فبادر قائد ذلك الفيلق لمعاقبة هذا التعبوي بسبب هذه الصفعة التي صفعها لوجه هذا الأسير وحرمه في تلك اللحظة من مواصلة مشاركته في الحرب.
بعض المشاهد التي شاهدتموها على التلفاز أيضاً -وهي حقيقيّة- تعرض طيّارينا الذين ذهبوا لكي يقصفوا مواضع العدوّ، فرأوا على أحد الجسور شخصاً يمشي، فصرفوا النظر عن قصف ذلك الجسر لأجل ذلك الشخص. لقد كان السّلوك الدينيّ حاكماً لكلّ شؤون الحرب؛ حتى عند اختيار القيادة. كان يتوجّب أن تكون واحدة من صفات قادتنا، صفة التديّن؛ لذلك فمن ميّزات مرحلة الدفاع المقدّس كان تغلّب الطابع الديني عليها وعلى كلّ شؤون الحرب.[1]
- [1] كلام الحاج قاسم في مؤتمر حملة رايات دوكوهه
تعليق واحد