الفئة الشابّة راغبة في البعد الثقافي للحرب
لو تمّ إجراء بحث دقيق حول مرحلة الدفاع المقدّس، ستكون النتيجة أنّ هذه المرحلة مؤهّلة لتكون نموذجاً يُحتذى به على كافّة الصّعد. لقد كانت مرحلة الدفاع المقدّس وفق ما شهد به جميع الذين شاركوا فيها أو طالعوا حولها، واحدة من أكثر المشاهد الثقافيّة والروحانيّة استثناء وتأثيراً.
ينبغي دراسة الحرب بشكل حقيقيّ على المستوى الثقافي. حربنا كانت مدرسة ثقافيّة بكلّ ما تعنيه الكلمة وجامعة خالدة ومؤثّرة استقطبت اليوم الملايين إليها.
الشباب يتابعون معارف الدفاع المقدّس السامية. وقد ظهرت المعتقدات الأساسيّة في ساحة كساحة الدفاع المقدّس وتجلّت على مدى 8 أعوام وتجسّدت بشكل عمليّ؛ وإنّ كلّ ما هو واردٌ في آثارنا الشيعيّة والدينيّة، من معتقدات وأحاديث وسيَر أولياء، تجلّى في مشهد الدفاع المقدّس في آنٍ واحد.
الأجيال الشابّة تحبّ هذا البُعد من الحرب وهذا من الألطاف الإلهيّة ومن العجائب بأن يترك مشهداً عسكريّاً راح ضحيّته حوالي النصف مليون شهيد وقتيل لدى الطرفين، هذه الحالة الروحانيّة والحماسيّة التي تجعل الإنسان يتأثّر؛ لذلك فإنّ مشهد القتال والحرب الذي يتلازم مع العنف تحوّل إلى مشهد نادر وشديد التأثير على المستويين الأخلاقي والثقافيّ، ويجدر أن يتمّ إجراء بحوث دقيقة حوله.
لو مرّت آلاف الأعوام، لا يستطيع أحدٌ أن ينكر كون مرحلة الدّفاع المقدّس هي أشرف وأنقى مشهد يدعو الشيعة والمسلمين إلى التباهي ويقدّم عنهم تعريفاً صحيحاً، ومن المذهل أن تعرّف الحرب ديناً معيّناً.[1]
- [1] كلمة الحاج قاسم سليماني في حفل تكريم علماء قرية رفسنجان الثاني.