مواضيع

النّاس هم من داروا الحرب والجبهات

وقعت حادثة مهمّة حين الحرب المفروضة، وقد كانت تهدّد شعبنا. وكانت هناك أحداثٌ صعبة مثل حادثة حلبجة، حیث برزت نماذج على الممارسات البشريّة التي فاقت وحشيّة الذئاب سوءاً. لقد هاجم إيران مثل هذا الإنسان (صدام حسين) وصاحب هذه السلوكيات الخطيرة. أيّام الحرب كان عدد سكّان كرمان عام 1988 يقارب المليون و600 ألف شخصاً. إذا اعتبرنا أنّ النساء كنّ يشكّلن 45 بالمئة من المجتمع والفتية ممن تقلّ أعمارهم عن سنّ الرابعة عشرة إضافة إلى الكهول الذين تفوق أعمارهم الـ70 عاماً 15 بالمئة، يبقى 600 ألف شخص ممّن كانوا قادرين على المشاركة في الحرب. لقد شارك من بين هؤلاء الـ600 ألف 120 ألفاً من محافظة كرمان فقط وانضمّوا إلى الجبهات، ولدينا حوالي الـ26 ألفاً جريحاً من هؤلاء.

كانت إدارة الحرب العامّة تتمّ بشكل عام -عدا عن الأقسام التخصصيّة للحرب مثل شراء الأسلحة- بواسطة النّاس بنسبة تفوق الـ90 بالمئة. هذه الحرب كانت من أكثر أحداث العالم استثناء. أحد المجتمعات الذي يضمّ 600 ألف شخصاً من المؤهّلين للمشاركة في الحرب يشارك 120 ألفاً من أفراده في الحرب ويديرون الحرب، هو مجتمعٌ استثنائي. هذا ما كان الحال عليه في كلّ أرجاء بلدنا.

أنا أذكر أنّنا كنّا في گيلان الغربيّة عندما جاءت القوافل من جيرفت وجلبوا محمولات ضخمة من الفواكه، كانت تُرسل من المناطق المستضعفة إلى الجبهات. من منطقة زابل المستضعفة والتي كانت بالفعل مركزاً للحرمان، كانت القوافل تتّجه نحو الجبهات بحيث كان المرء يقف مذهولاً أمامها. لقد كانوا يديرون شؤون الجبهة.[1]


  • [1] كلمة الحاج قاسم سليماني في حفل مدينة كرمان الثقافي الاقتصادي في برج ميلاد في طهران.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟