مواضيع

وجود ابنكم هذا نافعٌ للجبهة

عادة ما كان قادتنا يتردّدون إلى بيوت علماء الدين وأئمّة الجمعة كما يتردّدون إلى بيوت آبائهم. في واحدة من هذه الزيارات توجّه القادة إلى منزل أحد هؤلاء العلماء الكرمانيّين، لاحظوا أنّ هذا العالم يملك فتى يافعاً لم يبلغ من العمر 14 سنة. قال قائد الكتيبة بأنّ ابنكم هذا نافعٌ للجبهة، نرجو أن تسمحوا لنا بأن يرافقنا إلى الجبهة.

قال ذلك العالم: لا زال ابني صغيراً في السنّ، وهذا ما كان يجعلني أمنعه من الذّهاب؛ لكن لأنّك قائدٌ وقادرٌ على التشخيص، خذه معك! أخذه ذلك القائد معه، وصادف أن كان ذلك العالم في الجبهة، عندما أخبروه بأنّ ابنك قد جُرح، لم يسأل عن حال ابنه ولو لمرّة واحدة؛ بل كان يسأل عن حال المجاهدين الآخرين. وقد ردّ على خبر جرح ابنه بالقول: يا للعجب! ظننتُ أنّه استشهد.

المجتمع الذي تتجذّر فيه التضحية على مختلف الصّعد والمستويات، يكون مجتمعاً منتصراً ومحلّقاً ولا يُهزم أبداً. لا يُهزم في أيّ حصار، وبأيّ تحرّك وأيّ تهديد وهجوم. ذلك الأمر الذي أزال التفكير بالهجوم من أذهان أعدائنا، كان متمثّلاً في هذه الشخصيات الخالدة التي تركت لنا مفاهيم التضحية والفداء.

المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟