مواضيع

كانت جبهاتنا أشبه بالحوزات العلميّة

برزت ثلاث ميزات في حربنا:

 إحداهم كانت «إنتاج الروحانيّة» بحيث أنّ الحرب ضخّت وغمرت مجتمعنا بالروحانيّة ولا يقدر أحدٌ على إنكار أنّ منشأ التحوّلات الروحانيّة الكبرى في مجتمعنا كان «الدفاع المقدّس»، ورغم أنّ الأمر لم يكن مخطّطاً له؛ لكنّ الأمور تبدّلت وشهد المجتمع ثورة ثقافيّة.

واحدة أخرى من ميزات الحرب، كانت «إنتاج الفكر». لقد كانت الحرب أشبه بالحوزات العلميّة في مجال «إنتاج الفكر»؛ فكما أنّ الطلّاب يتباحثون في الحوزة، ويجادلون ويبحثون من أجل النهوض بالمسؤولية الخطيرة الملقاة على عواتقهم لكي يستعدّوا، فإنّ ساحة الحرب كانت على هذا النّحو. كان المجاهدون يسعون لاستحصال التقوى وكانوا يقتدون بالحوزة في ذلك الأمر، وهذا ما كوّن لدى شباب الجبهة نوعاً من الخبرة والاحتراف.

ميزة الحرب الثالثة كانت ما تشاهدونه اليوم أيضاً وترون نماذج له، كانت هي أنّ الشباب الذين اندمجوا في الحرب بشكل أكبر، هم اليوم أنجح من غيرهم في إدارة المجتمع، لأنّهم مارسوا الإدارة في أصعب المراحل.

كانت الجبهة أشبه بتنّور يدخله الأشخاص ويخرجون منه في أغلب الأحيان منصهرين وحاملين للخبرات. لم يكن الجبان قادراً على أن يكون شجاعاً في الحرب، وكانت الأرضيّة مهيّئة لكي يبرز الشجاع شجاعته. وكان المؤمن يزداد رسوخاً في إيمانه ولم يكن ضعيف الإيمان قادراً على إخفاء ضعفه. كان كلّ شيء مكشوفاً في الحرب. كانت الخصائص كلّها تبرز وتنكشف ولم يكن هناك مجالٌ لإخفاء أيّ شيء.[1]


  • [1] كلمة الحاج قاسم سليماني في مؤتمر تكريم شهداء محافظة كرمان العاشر.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟