مواضيع

كان بيان الإمام الخمينيّ (ق) عجيباً

لم نحقّق النّجاح في عمليّة بدر التي خضناها في الحرب المفروضة. كنّا منزعجين للغاية وكنّا قد قدّمنا عدداً كبيراً من الشهداء. في اليوم الذي تلا العمليّة، اجتمعنا جميعاً في جزيرة مجنون. كان الجميع منزعجون وفي ذلك اليوم أصدر الإمام (ق) بياناً[1] كان عجيباً ومذهلاً. لم ينشر هذا البيان؛ لكنّني أذكر جزءاً منه. هذه الأمور في غاية الأهميّة بالنسبة إليكم. علينا أن لا ننظر إلى الهزائم والانتصارات. قال الإمام الخمينيّ (ق) أن «وردني تقرير، وعلينا أن لا نعير اهتماماً للهزائم والانتصارات؛ بل علينا أن ننظر إلى تكليفنا».[2]


[1] يقول قائد الحرس الثوري في تلك الفترة محسن رضائي حول بيان الإمام الخمينيّ: بعد عمليّة «بدر» كنا منزعجين جدّاً من الإخوة؛ لأنّنا لم نحقّق أهدافنا واستشهد في هذه العمليّة أيضاً الشهيد مهدي باكري وكنّا نحن القادة متأثرين جميعاً بشهادته. اتّصل بي السيد أحمد الخمينيّ(رحمه الله) وقال لي بأنّ الإمام قد كتب بعض الجُمل وطلب أن يتمّ إبلاغ سائر المجاهدين بها. ورد في جُمل الإمام(قدس سره): «لقد وردني أنّ البعض منزعجون، وددتُ القول أن لا داعي أبداً للقلق. طبعاً إنّني أدعو لكم وللشهداء، لكن علينا أن نعلم جميعاً أنّنا رهن إرادة الله عزّوجل. نحن لسنا أرفع من الأئمّة. هم أيضاً لم يكونوا منتصرين في الظاهر في بعض الأحيان. الرسول الأكرم  (ص)، وأمير المؤمنين  (ع) والإمامين الحسن والحسين(عليهما السلام). منزلتنا لا تساوي شيئاً بالمقارنة مع شأنهم ومقامهم. تتمحور الأمور كلّها حول إرادة الله عزّوجل والحَسنُ ما يشاؤه الله وهو حلوٌ كالعسل. علينا أن نرحّب من أعماق قلوبنا بما يشاؤه الله جلّ وعلا؛ لا تقلقوا من أيّ شيء. حافظوا على صلابتكم وفكّروا بالعمليّة التالية منذ اللحظة وثقوا بأنّكم منتصرون. أنتم منتصرون اليوم، فالعمل الذي يكون في سبيل الله لا يعرف معنى للهزيمة …»

بعد قراءة نصّ بيان الإمام الخميني للقادة، تغيّر مجرى الأمور بشكل كامل وزال اليأس والإحباط عن الوجوه وبدأت المشاورات من أجل مواصلة العمل. طلب الشهيد صياد شيرازي من الوحدات بأن يعيدوا بناء صفوفهم وينتظروا صدور الأمر الجديد حول المهمّة القادمة. تمّ تشكيل وحدات الشهادة من صفوف القوات الحاضرة للشهادة والتي كانت تحمل أرواحها على الأكفّ.

  • [2] كلام الحاج قاسم سليماني بين جموع المجاهدين المدافعين عن المقدّسات في سوريا.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى