مواضيع

موضوعيّة حربنا، بسبب الفكر السائد عليها

لعلّه بعد انتصار الثورة الإسلاميّة، لا يمكن العثور على مجموعة شاملة لكلّ أبعاد الإسلام، حقيقة هذا التديّن وثقافة التشيّع، إلّا في الحرب المفروضة؛ لأنّها استطاعت جمع وإثبات كلّ هذه الأبعاد؛ إن كان في بُعد المجتمع وبُعد الزّمان. الحرب كقضيّة، ليست موضوعنا الحقيقيّ؛ ما يهمّ هم أولئك الأشخاص الذين حضروا وحاربوا ودافعوا، وما يهمّ هو أفكارهم ومعتقداتهم التي تنطوي على القيمة بالنسبة إلينا؛ لأنّها استطاعت أن تُطلق الإسلام، العرفان، الروحانيّة، بناء الإنسان، الولائيّة الحقيقيّة في كلّ الأبعاد. حربنا المفروضة تملك مئات الخصائص، ومن بين أهمّ خصائص حربنا المفروضة يُمكن الإشارة إلى كون الطابع الدينيّ طاغياً عليها، وإلى تأثيرها وإلى كسرها للعوائق. هذه الأمور الثلاث، من أهمّ خصائص حرب الدفاع المقدّس؛ على سبيل المثال، لا يعني الطابع الديني للحرب المفروضة وجود طرفي نزاع سنّي وشيعي. الحرب المفروضة اندلعت في واقع الأمر بسبب فكر معيّن، وما منحها القيمة كان إمساك الإمام الخمينيّ (ق) بزمام أمور قيادتها. لكنّ الحرب رغم ذلك كانت سلوكاً دينيّاً بالمعنى الأتمّ للكلمة وكان ذلك مشهوداً في إدارتها والسلوكيّات فيها. كانت الحرب مؤثّرة من الداخل والخارج على الأفراد؛ على سبيل المثال أولئك الذين كانوا حاضرين في ميدان المواجهة، كانوا يتأثّرون وقسم كبير من هؤلاء الأشخاص كانوا يؤثّرون على سائر النّاس عند عودتهم إلى المدن؛ وهذا كان سبباً مهمّاً ومؤثّراً في إيجاد تحوّل في المجتمع وتنقيته ودفعه نحو الروحانيّة والكمال.[1]


  • [1] كلمة الحاج قاسم سليماني في حفل تكريم قادة فيلق 27 محمّد رسول الله  (ص).
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟