مواضيع

مشكلتنا في ليالي العمليّات

كانت مشكلتنا في ليالي العمليّات أنّنا عندما كنا نرغب في اختيار الكتيبة التي ستتكفّل بمهمّة خرق صفوف العدوّ، كنّا عندما نقول لإحدى الكتائب بأنّك لن تكوني تلك الكتيبة، كانت تنزعج وكان قائدها يمتعض. كانت الميزة وموضع التباهي هي أن يكون قائد الكتيبة، قائد الكتيبة التي تخرق صفوف العدوّ. لقد كنّا نملك ملايين الاستشهاديّين والمستعدّين للشهادة. وقد صرّح ذلك المنظّر الأمريكيّ[1]: الشيعة منتصرون دائماً بفضل امتلاك جناحين هامّين. أحدهما هو جناح الولاية والإمامة والقيادة، والآخر هو جناح الشهادة الأحمر. هذان الجناحان يجعلان الشيعة منتصرين دائماً، دائماً أينما حلّوا.

وفيما يخص الأثر الخارجيّ للحرب. فإنّ ما ترونه اليوم خارج حدودنا -بحيث أنّكم تعبرون بسهولة عن هذه الأمور وتحلّلونها- هذه أحداثٌ في غاية العظمة والأهميّة. تصوّروا لبنان. قال الإمام الخامنئي أنّه من الضّروري أن يتمّ تحليل زيارة رئيس الجمهوريّة المحترم[2] ويُبادر إلى التفكير بها بعمق. بعد هذه المؤامرات ومختلف الحيَل على مرّ التاريخ، حفظ الله عزّوجل هذه الجماعة المحدودة من الشّيعة وصانها من سيوف الخصوم في تاريخ لبنان إلى أن ظهرت الثورة الإسلاميّة في إيران، وأبقى الله عزّوجل على إيران متّحدة وتملك 92 بالمئة من الشيعة لأجل هذه الأيام حيث ينهض رجلٌ شجاع وشخصيّة قلّ نظيرها في تاريخ البشريّة؛ أي الإمام الخمينيّ (ق) بإطلاق ثورة شجاعة بواسطة هؤلاء الشّيعة.[3]


  • [1] فرانسيس فوكوياما من المحافظين الجدد، والباحث والمؤرّخ ياباني الأصل الذي يملك الجنسيّة الأمريكيّة. تطرّق فوكوياما في مؤتمر أقيم في القدس إلى شرح الفكر السياسيّ الشيعي. وفي هذا المؤتمر الذي كان يحمل إعادة معرفة الهويّة الشيعيّة، صرّح قائلاً: «الشيعة كطائرٍ تتفوّق حدود تحليقه على رماحنا، طائر ذو جناحين. أحد جناحيه أخضر اللون والآخر أحمر. جناح الطائر الأخضر يرمز إلى المهدويّة والإمامة؛ لأنّ الشيعة يترقّبون العدالة، لديهم الأمل ويصعب إلحاق الهزيمة بصاحب الأمل، لا يمكنكم السيطرة على من يدّعي قدوم شخصٍ سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً في ذروة انتشار الظّلم والجور فيها. وجناح الشيعة الأحمر، يرمز إلى طلب الشهادة المتجذّر في كربلاء والذي جعل الشيعة مخلّدين.»
  • [2] إشارة إلى زيارة رئيس الجمهوريّة في تلك الفترة الدكتور محمود أحمدي نجاد التاريخيّة إلى لبنان عام 2010.
  • [3] كلمة الحاج قاسم سليماني في حفل تكريم شهداء خانوك عام 2010.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟