مواضيع

قتل الإمام الخميني الخوف في المجتمع

كان الإمام الخمينيّ (ق) عالماً بزمانه. عندما كان الجميع يصرّون على التقيّة، صرخ الإمام (ق) بأنّ التقيّة حرامٌ اليوم وهذا كان عندما لم يكن أحدٌ يعتقد بسقوط الشاه، ولم يكن يخطر ذلك على بال أحد. عندما وجّه المراجع رسالة إلى الشّاه وطلبوا من الشّاه أن ينصح الحكومة بالكفّ عن هذه الممارسات الفاسدة، ردّ الشاه على المراجع برسالة قال فيها: أتمنّى التوفيق لكم في إرشاد العوام! حمل الإمام الخمينيّ هذا القلم ووجّه كلاماً كان صلباً وفولاذياً ككلام أمير المؤمنين  (ع)، وقال للشاه: أنت الذي تخاطب المراجع بالطّلب منهم إرشاد الناس، إنّني أرشدك أنت وحكومتك؛ أي أنّك أنت العوام.[1] كان الإمام الخمينيّ الراحل عارفاً بالزّمان، وقد أدرك أنّه لو منح فرصة للشاه، فسوف لن يبقى شيء من الإسلام، المذهب، إيران والإنسانيّة.

عندما سأل ذلك الرّجل العظيم الإمام الخمينيّ لماذا تنوي القيام، وقوّتك لا تساوي شيئاً مقابل قوّة الشّاه، لماذا ترمي هؤلاء الشّباب للقتل؟ أجاب الإمام الخمينيّ (ق): هؤلاء يُستشهدون في سبيل الله. ثمّ كرّر هذه الجملة، قال الإمام الخمينيّ: سوف لن أتخلّى عن الإسلام حتّى ولو رفضت كلّ بلدان العالم استقبالي. كان أوّل ما قام به الإمام الخمينيّ أن وجّه صفعة للخوف. قتل في بادئ الأمر الخوف في الحوزة وبين طلابها، ثمّ قتل الخوف في المجتمع. عندما كانت قراءة بيانات الإمام أمراً مرعباً، وجّه سماحته ذلك الكلام الناريّ والرّفيع. وفي اليوم الأوّل للقيام عندما لم يكن أحدٌ من النّاس معه، قال حسبي الله، وفي اليوم الآخر أيضاً عندما كان الشّعب الإيراني وكلّ الشعوب الحرّة في العالم معه، قال حسبي الله؛ هذا كان سرّ نجاح الإمام.[2]


[1] يقول سماحة آية الله جوادي الآملي: أذكر أنّه تمّ حينها توجيه تلغراف من بعض مراجع قم إلى الشاه المقبور وخاطبوه طالبين منه أن تكفّ حكومته عن الانحرافات الدينيّة، وردّ الشاه على ذلك التلغراف بالقول: «نتمنّى التوفيق لكم أنتم العلماء في إرشاد العوامّ»! حينها حمل الإمام الخمينيّ قلمه وكتب للشاه: «أنت تصدر بياناً تطلب فيه التوفيق للمراجع في إرشاد العوام؛ لذلك إنّني أوجّه إنذاراً لك ولحكومتك» أي أنّكم أنتم العوام.

  • [2] كلام الحاج قاسم سليماني في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الإسلاميّة في كرمان عام 2017.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟