مواضيع

لو أصبح الوزراء والمدراء من أصحاب القصور

من خصائص قيادة الإمام الخميني الرّاحل، كانت الريادة وإزالة العوائق. كثيرون قالوا للنّاس أن ثوروا على الشاه وتظاهروا ضدّه؛ لكنّهم لم يحقّقوا أيّ نتيجة؛ لكنّ الإمام الخمينيّ (ق) بدأ لوحده وسار مع عدد قليل وتحمل أنواع المصاعب، والظّلم، والنّفي والتشرّد. لقد تجرّع هو شخصيّاً الآلام في البداية وقدّم الدماء، ثمّ صرخ ودعا النّاس للقيام. لقد كان التأثّر بصفة ريادة الإمام الخمينيّ وإزالته للعوائق السّبب في تحقيقنا النّصر والنجاح في الحرب المفروضة التي كانت حرباً غير متكافئة. كان منشأ هذا الأمر هو هذه الثقافة ورسائل الإمام (ق) التي جعلت قادتنا يتقدّمون سائر المجاهدين [في الجبهات]. ابحثوا ولاحظوا، هل كان همّت في المقرّ أو في الخطوط الأماميّة عندما أصابته قذيفة المدفعيّة واستشهد؟! أنظروا أين بقي جثمان الشهيد باكري؟ وفي ساحة إدارة البلاد اليوم، لو جلس مديرٌ في القصور، ولو جلس وزير في المباني الشاهقة وأصدر أوامره منها، فإنّ هذا الأمر سيخنق أنفاس الشّعب حتّى يصل من الطابق الـ20 أو 12 إلى الطابق الأول ويسري في المجتمع؛ لكن لو تقدّم أحدهم وسار بين الناس، فإنّ المشاكل سوف تُحلّ. والنّاس سيتحمّلون المشاكل وهم يدركون حجم العداء جيّداً وسوف يصمدون. إذا بقيتُ أنا المسؤول ليلة واحدة في حيّ الفقراء وأدركتُ آلامهم؛ فإنّنا حتى وإن لم نحلّ مشاكلهم -وعلينا حلّها- سيكون ذلك مرهماً يداوي آلام هؤلاء المستضعفين.[1]


  • [1] كلام الحاج قاسم سليماني في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الإسلاميّة عام 2017.
المصدر
كتاب سيد شهداء محور المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟