مواضيع

الاعتقادات التي يستهدفها العدو

أولاً: الاعتقاد بالمبادئ الاعتقادية، السياسية والفكرية للبلد

الاعتقاد بماذا مثلاً؟ الاعتقاد بالأسس العقائديّة والسياسيّة والفكريّة للبلد؛ فالبلد اليوم في طور التقدّم، لديه جهاز، لديه شعب، هناك علاقات تعاون، هناك حركة شعبيّة عظيمة تقف خلف هذا النظام وهذه الحكومات، وهذا نتيجة لاعتقاد معيّن؛ [يحاولون] تبديل هذا الاعتقاد الذي هو اعتقاد عقائدي في بلدنا إلى اعتقاد يمزج بين المعتقدات الدينية والسياسية؛ على سبيل المثال يحاولون تغيير فكرة سيادة الشعب الدينيّة. الاعتقاد بمادئنا الثقافيّة، فنحن نحمل بعض المعتقدات بخصوص قضيّة معيّنة؛ خذوا العائلة على سبيل المثال، لدينا بعض العادات فيما يخصّ قضيّة المرأة والرجل، قضيّة الاستقلال وقضيّة الأجانب. حسناً، هذه ثقافة مترسّخة وناضجة على مدى القرون، على سبيل المثال يتضاعف إصرار وثبات أيّ بلد مقابل هجوم الأجانب؛ هذه ثقافة؛ هذه أنواع من الثقافة العامّة. أو قد يحاولون إجراء بعض التغييرات التي تصبّ في مصلحتهم فيما يخصّ التبعيّة، وفيما يخصّ الاستقلال، وفيما يخصّ الدين، وفيما يتّصل بمختلف القضايا الثقافية والمعتقدات التي نحملها.[1]

ثانياً: الاعتقاد بالماضي السيء

يحاولون تغيير الماضي، وعندما نتحدّث عن الماضي، لا نقصد مرحلة الغزنويّين والسلجوقيّين، الماضي يعني الماضي القريب؛ ذاك الماضي الذي جاءت الجمهوريّة الإسلاميّة وغيّرته. لدينا رؤية، شعبنا ونحن نملك رؤية تجاه هذا الماضي، فيحاولون تغيير هذه الرؤية، ويحاولون تغيير هذا المعتقد، هم يقومون بهذا الأمر، يقومون به فعلاً. فلتفرضوا أنّ الرؤية حيال رضاخان تغيّرت، وقاموا بتحويل رضاخان السفاح المتغطرس عديم الرحمة الطامع بالمال إلى صديقٍ مثالي ورجلٍ خدوم ونقيّ وكذا وكذا! هذه الأعمال تُتابع الآن. يحوّلون محمد رضا من رجلٍ تابع، فاسد، نجس وهو فعلاً نجس الأخلاق، ضعيف النفس ومتغطرس إلى شخصيّة ذات وجاهة!

يحوّلون هويدا إلى إنسانٍ يُمكن تقبّله! يجمعون الأموال من أجل القيام بهذه الأعمال، يؤلّفون الكتب، يطبعونها؛ جاء شخصٌ وكان على مدى ثلاث عشرة سنة حلقة وصل القرارات الخبيثة مع هيكليّة البلد السياسيّة وهيكليّته الحكوميّة والإداريّة، ومارس كلّ أنواع الفساد التي يمكن تصوّرها، مارس الفساد الأخلاقي والفساد السياسي، وكان يعاني من ضعف في الروحيّة، وضعف في الشخصيّة، والعديد من الأمور الأخرى السيّئة إلى حدّ كبير والتي يخجل الإنسان من ذكرها، يقومون بتحويل مثل هذا الإنسان إلى شخصيّة صاحبة أفكار نيّرة ونوايا خيّرة! يقومون بمثل هذه الأعمال؛ يغيّرون الاعتقاد بشأن الماضي. لكي يستنتجوا بأنّ الجمهورية الإسلاميّة جاءت، وأنّ الثورة الإسلاميّة جاءت وأزالت ما لم تكن توجد ضرورة لإزالته؛ سلبتنا شيئاً لم يكن سيّئاً، بل كان جيّداً أيضاً؛ هذه هي النتيجة التي يحاولون التوصّل إليها.[2]

ثالثاً: الاعتقاد بالمستقبل المشرق

الاعتقاد حيال المستقبل، حسناً، المستقبل ينطوي على أهميّة كبيرة؛ الأمل بالمستقبل، وبأنّنا سنكون على هذه الحالة وتلك في نهاية المطاف؛ هذه أمور في غاية الأهمية. عندما جلس هنا وأوجّه خطابي إلى أشخاص يقبلونه وأقول بأن عليكم أن تقوموا خلال الأعوام الأربعين أو الخمسين القادمة بما يجعل كلّ من يرغب في الاطلاع على مراحل التقدم العلميّ مضطراً لتعلّم اللغة الفارسية؛ فإنّ هذا مستقبل، وهو نوعٌ من المستقبل المشعّ؛ يتقبّل الشاب هذا الكلام ويفكّر به؛ هذا الأمر متاح ويمكن القيام به، يمكن القيام به فعلاً، لا شكّ في أنّه متاح، [يحاولون] تغيير هذا الاعتقاد حيال المستقبل؛ والقول بأن لا فائدة ولا جدوى، أنتم تتحرّكون عبثاً. إذاً، يعملون على تغيير المعتقدات، ومن ضمن ذلك تغيير الاعتقاد حيال المستقبل.[3]

رابعاً: الاعتقاد بالوضع الحالي للبلد

يصوّرون [أيضاً] الأوضاع الراهنة داخل البلد بحيث يشعر من هو غير مطّلع إلى حدّ كبير بالخجل في بعض الأحيان، هذا أمرٌ في منتهى الأهميّة. يتكلّمون بأسلوب يجعلنا نشعر أنّنا لا نملك شيئاً؛ هذا من الأعمال الأساسيّة جدّاً التي يقومون بها. حسناً، الشابّ اليوم يرى أنّه يتقدّم، وأنّه ينهل من العمل، وأنّ الجامعة بهذا النحو، والبيئة السياسيّة بذاك النحو، ويلاحظ وجود النشاط، ووجود الحركة، ووجود المشاريع الكبيرة والضخمة، والمستقبل المشرق، يشعر بكلّ ذلك فيتنشّط، ويتحرّك؛ عندما يتبدّل هذا المعتقد ويصبح، ما الذي نملكه نحن؟! نحن لا نملك شيئاً؛ ولم يُنجز أيّ شيء، ولم يتمّ القيام بأيّ تحرّك، تكون الحرب الناعمة؛ وهي عبارة عن تغيير المعتقدات.[4]

خامساً: الاعتقاد باضطراب العالم الخارجي

يدفعون نحو الاعتقاد بالعالم ويزيّنون العالم الخارجي. وهذا الأمر ليس مختصّاً بالوقت الحالي، بل بالماضي، لكنّه اكتسب اليوم شكلاً آخر وتبدّلت أساليبه وتموضعاته وأصبحت أكثر تقدّماً. يصوّرون العالم بأنّه عالمٌ جيّد، ومريح، وآمن؛ ما الذي تقولونه أنتم؛ لديهم هذا النوع من التطوّر، لديهم مثل هذه الحركة العلميّة، لديه مثل هذه العظمة والقوّة العسكريّة أو السياسية، شعبهم يعيش الرخاء؛ بينما يسمع هذا الشاب أو هذا الفتى الجامعي، هذا الإنسان الفهيم بعض الأخبار؛ فلتفرضوا أنّه يسمع بأوضاع أوروبا الاقتصاديّة ويراها. يرى الذين ينامون ليلاً في الشوارع ويرى عدد الموتى في كلّ ليلة. يرى عمليّات الانتحار؛ حسناً، يرى الإنسان هذه الأمور ويتكوّن لديه اعتقادٌ بأنّ أوضاعهم مأزومة من عدّة جوانب؛ يأتون ليغيّروا هذه المعتقدات. لذلك فإنّ تغيير المعتقدات يشمل هذا الطيف الواسع من المعتقدات.[5]


  • [1] نفس المصدر
  • [2] نفس المصدر
  • [3] نفس المصدر
  • [4] نفس المصدر
  • [5] نفس المصدر
المصدر
كتاب الثورة الإسلامية في فكر الإمام الخامنئي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
سلام عليكم ورحمة الله
كيف يمكننا مساعدتك؟